حلم الشباب الضائع في غياهبِ الجهل
لطالما حَلمنا ورسمنا في مخيلتنا حياة الرّغَد كبقية الشعوب، ومتّسع من العيش الآمن الفسيح لشّباب الطموح، ولكننا واجهنا واقع مؤلمً جعلنا نحمل عبء هذا الوطن على كاهلنا في الوقت الّذي كنا ننتظر أن يحملنا إلى سمو الرفعة ومكانة جلّية تليق بمستوى الشباب، لقد وجدنا في وطنٍ هدّت أركانه الحروب وتقاسمت رونقه الأزمات والمِحن، وطنًا لم يبقَ له من الوطنية إلا اسمه، كان جميل الطلّة بهيُّ المنظر شامخ لايعرف الانحناء، كريم العطاء.
هكذا قرأنا في كتب التاريخ الذي لم يبقَ لنا منه إلا فتات العيش وبقايا الأشلاء، لم نعش حقبة السعادة والرخاء ولكننا عشنا في حقبة الحروب والخيانات التي تُمارس بحق وطني المجروح.
تمسّكنا به جيدًا فهو بقايا الأمل ورمز العيش الكريم فمنّا من حمل بنقديته ومنا من غادر خارج حدود الوطن آملا إن يقسم من قوته ليسد رمق هذا الوطن المغدور، تاركين خلفنا حلمً لطالما رسمناه في ذاكرتنا (وطنٌ دون حروب)، ليعزف كل منّا موّاله في التخصص الذي يريده والمهنة التي أحبها، فأننا والله أجبرنا على حياتنا هذه وجَرّنا إليها الوضع السيء جرّاً.
إنَّ الشباب ملء أنفسهم إبداع وقلوبهم مُثْقلة بالطموحاتِ ولكنها قُمعت بالسياسة القذرة والحرب اللّعينة.
لقد اخترت هذا المقال في الوقت التي تشهد العاصمة عدن حرب عبثية من بلاطجة لتصل الرسالة إلى من يهمه الأمر أننا تحملنا فوق صبرنا وأجبرنا على حياة لانريدها، وشراكة لم نرى من خلالها إلا سراب الأماني،
ففعلوها وخلصونا.