صلاح مبارك

السعودية أبطلت الخرافة

الحرب المؤسفة في السودان الشقيق قابلة للتصعيد ومرشحة أن تتحول إلى حرب أهلية ، وهناك مخاوف وتحذيرات من قوى إقليمية ودولية بتدهور الوضع الأمني والإنساني في مناطق الصراع ومنها الخرطوم، بعد إجلاء البعثات الدبلوماسية وموظفي المنظمات الدولية والرعايا الامريكان والاوروبيين ومختلف الجنسيات العربية والأجنبية.. ما لم يحكم القادة السودانيون العقل ومصلحة بلادهم وشعبهم..وأن يستفيدوا من تجارب ودروس من سبقوهم من الحكام المغفلين الذين جعلوا سيف البند السابع معلق فوق رقابهم..


في أزمة السودان المتفاقمة ظهر الدور الإنساني للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بارزًا خلال الأيام الماضية من خلال ما قامت به من جهود كبيرة وجبارة في نقل وإجلاء رعايا معظم الدول العربية والغربية من السودان مدنيين كانوا أو مسؤولين أو طواقم دبلوماسية ، أو العالقون من مختلف الجاليات ، في رحلات متتالية بيسر وسلام من مدينة «بور سودان» ، و على متن سفن تابعة للبحرية الملكية السعودية، إلى مدينة «جدة»، وحتى يتاح لهم العودة آمنين إلى بلدانهم..

موقف إنساني عظيم هد عروش الأساطير والأوهام، و أبطل الخرافة المعشعشة في عقولنا عشرات السنين عن قوة الدول الغربية الفولاذية وقدرتها في تحرك الأساطيل لأي بقعة ومكان في العالم لإنقاذ حياة مواطن يحمل جواز سفرها ، بينما عندما حن ساعة الصفر، وجاء وقت الإنقاذ الفعلي اختفت تلك الأساطيل؛ ولم نجد إلا استغاثات وتوسلات بسفن العرب لإنقاذ وإجلاء رعاياهم  خشية وقوعهم في مهالك الحرب المشتعلة..

حقًا من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. فقد استحقت الشقيقة السعودية وقيادتها وحكومتها شكر وامتنان جميع الدول ، على وقفتها وموقفها ودورها هذا، ومنها بلادنا التي عبرت على لسان وزارة خارجيتها ، عن تقديرها وعظيم امتنانها إلى السلطات في المملكة العربية السعودية الشقيقة، على كل التسهيلات التي قدمتها لاجلاء الرعايا اليمنيين، تمهيدًا لعودتهم الى أرض الوطن.. وهذا لطف من الله..

أخيرًا.. نسأل الله أن تضع الحرب في السودان أوزارها وينعم الشعب السوداني الشقيق ، بالسلم والأمن والاستقرار بعيدا عن الوصايا والتدخلات.

مقالات الكاتب