عبدالواسع الفاتكي
إلى الضمائر الحية أنقذوا اليمنيين في السودان
اندلعت الحرب في السودان ، فسارعت دول العالم لاتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بضمان وسلامة إجلاء رعاياها ، تواصلت مع أطراف النزاع ومن لهم علاقة بهما ، وتم نقلهم لمناطق آمنة في السودان ثم أجلتهم منها ، دون ضجيج إعلامي أو مناشدات أو رأي عام ضاغط ، دول تعرف واجباتها ، ولهاحكومات تستشعر مسؤولياتها ، تخدم رعاياها وتحميهم اينما كانوا .
حكومتنا اليمنية تتابع ما يحدث في السودان ، وتعلم أن آلاف اليمنيين عالقون هناك ، تقطعت بهم السبل ، محاصرين في منازلهم بلا ماء ولا غذاء ، غير قادرين على التنقل والخروج من مناطق القتال لمناطق آمنة ؛ ليرتبوا وضعهم للخروج من السودان .
بعد مناشدات عجت بها وسائل التواصل الاجتماعي لآلاف اليمنيين العالقين في السودان ، تحننت الحكومة اليمنية ، وشكلت لجنة ؛ لإجلاء اليمنيين وكما هو معهود في اليمن ، إذا أردنا تمييع اي قضية أو المتاجرة بها كل ما علينا فعله هو تلجينها .
بتشكيل اللجنة رأت الحكومة كأنها أخلت مسؤولياتها ، فمازالت تتوالى المناشدات من آلاف اليمنيين العالقين في السودان لحكومتهم ؛ للتدخل كبقية حكومات دول العالم ؛ للتنسيق والترتيب مع الجهات السودانية وكل الجهات الدولية ذات العلاقة بنقل الرعايا الأجانب ؛ لإجلائهم في اقرب وقت ؛ لأن الأوضاع تزداد سوءا وتنذر بتعرضهم للقتل أو الموت جوعا ، محاصرين في منازلهم ، ما يعطي دلالة على أن الجهود التي بذلتها الحكومة اليمنية ، وما أعلنت عنه من أنها ستقدم الدعم اللازم المادي واللوجستي لإجلائهم لم تكن كافية .
طبقا لما نشره ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي ، هناك أسر يمنية لم تقدم لها الحكومة شيئا ، صرفت كل ما تحوزه من اموال ، واستطاعت الانتقال لولاية الجزيرة مفترشة التراب ملتحفة السماء ، وسط أجواء حارة جدا ، وجهت هذه الأسر مناشدات لمد يد العون لها والتدخل العاجل ؛ لإجلائها وإنقاذها من أن تلقى حتفها جوعا وعطشا أو بنيران الأطراف المتصارعة .
أتوجه بنداء إنساني عاجل لرجال الأعمال اليمنيين ، للمؤسسات الخيرية اليمنية للمنظمات الإنسانية ، لمنظمات الأمم المتحدة ، للمملكة العربية السعودية ، لجمهورية مصر العربية ، وكل حكومات العالم الشقيقة والصديقة ، انقذوا آلاف اليمنيين ، لا تنتظروا أن تفي حكومتهم بوعودها ، بينها وبين الوفاء بوعدها امدا طويلا ، لم يعد في الوقت متسع ، الوضع الإنساني لآلاف اليمنيين في السودان لا يحتمل الانتظار .