ناصر التميمي
جنودنا البواسل وحرب الرواتب !
هناك حرب انتقامية خبيثة تمارس ضد تجويع قواتنا الجنوبية المسلحة التي حققت الإنتصارات في ميادين الوغى،وهي أول قوة عربية تنتصر للمشروع العربي والإسلامي، وتتمكن من هزيمة المشروع الفارسي التدميري في المنطقة،وقضت على أحلام إيران التي تحلم بتحقيقها في المنطقة العربية والخليج من خلال سيطرتها على باب المندب وخليج عدن وقطعت يدها التي تطاولت بها على الجنوب،وأي دولة ترتكب أي حماقة بالسيطرة على الجنوب سيكون مصيرها مثل أتباع ايران الذين دفن مشروعهم تحت الثراب على يد قواتنا المسلحة الجنوبية والى الأبد.
نعم تعاني قواتنا الجنوبية من قطع الرواتب منذ أكثر من ثمانية أشهر،وهي سياسة خبيثة يريدون من خلالها اذلال جنودنا البواسل وارغامهم على ترك مواقعهم العسكرية في الجبهات،وتسليمها لأعداء الجنوب والقوات المنبطحة التي عجزت عن تسجيل اي انتصار عسكري طيلة السنوات الماضية من الحرب،وهذا لن يرضى به أي جندي جنوبي من أبطالنا الشرفاء الذين يتقاسمون كسرة الخبز الحافة مع الماء بينهم البين وأياديهم على الزناد والتراب يغطي وجوههم وتلفح أجسادهم حرارة الشمس،بينما قوات مايعرف بجيش التلال والدجاج غارق بالملذات حتى أذنيه،ويأكلون مما أشهى المأكولات والمعلبات، ليس هذا فحسب بل تصرف لهم الريالات السعودية واليمنية وبإنتظام وهم جلوس يرقصون ومخزنين وسهرات طرب وغناء وبلطجة إلى آخر الليل على البرع اليمني ،ويتبادلون العطايا والهدايا مع المليشيات الحوثية والدنيا بخير وياسلام سلم ،بينما تعاقب الأسود الصامدة في ساحات الشرف والبطولة وتكافأ الضباع المسعورة النائمة في الجبهات اي زمان هذا،واي حرب تمارس ضد قواتنا الجنوبية التي من الأجدر ان تكرم على ماحققته من انتصارات ساحقة لكن للأسف نحن عايشين في زمن الجحود والنكران للجميل.
نحن في الجنوب كنا نملك جيش كان من أقوى الجيوش في المنطقة ان لم يكن على مستوى العالم،لكنه تعرض لأكبر مؤامرة في تاريخ الجيوش في العصر الحديث،اشتركت فيها دول إقليمية وعظمى،لأنه كان يعتبر قوة ضاربة في المنطقة وكان بمثابة شوكة في حنجرة كل الدول التي كانت تتآمر على الشعوب العربية،وكانت له مساهمات ومشاركات قوية في الدفاع عن كثير من الشعوب ومنها الشعب الفلسطيني واللبناني في على سبيل المثال لا الحصر ،ونتيجة لمواقفه البطولية ومناصرته لكثير من قضايا الشعوب في المنطقة تكالبت عليه الدول حتي تمكنوا من تفكيكه وهزيمته في حرب صيف عام 1994م ،وهو الجيش الوحيد في العالم الذي لا يعرف الهزيمة بكارثة الوحدة المشؤومة.
وما يجري اليوم لقواتنا المسلحة الجنوبية هو امتداد لنفس المؤامرة السابقة،فعدما شعروا بأن القوات الجنوبية تحقق الإنتصارات في كل الجبهات وانها باتت قوة ضاربة مستحيل هزيمتها في ساحات الوغى ،لجأوا الى شن حرب التجويع لها من خلال قطع الرواتب عنهم ولأشهر طويلة وارتفاع الأسعار للمواد الغذائية وهي خطة ممنهجة رسمت بعناية وتقف خلفها دول إقليمية وخارجية لإضعاف المجلس الإنتقالي الجنوبي وإحراج قيادته السياسية أمام شعب الجنوب ،وهذا لن يتحقق ولن يقبله شعب الجنوب.
انا شخصياً ومن وجهة نظري اعتقد أن مخرج هذه المسرحية وزعيم هذه المؤامرة فشل فشلا ذريعاً في مهمته ولن يستطيع كسر الإرادة الجنوبية أبدأ حتى وان قطع المواد الغذائية كاملة عن قواتنا المسلحة فإنه سيفشل وسيأكل جنودنا من لحاء الأشجار والدوم والآراك مثل ما فعل أجدادهم إبان ثورة أكتوبر المجيدة،عندما فرض حصار قوي على ثورها الأبطال من قبل البريطانيين أكلوا من الدوم والآراك ولحاء الأشجار،ولن يستسلموا لسياسة المستعمر البريطاني بل صمدوا وتحدوا آلة القتل التي كان يمتلكها من أساطيل وكائرات وحاملات جند وغواصات ،وفي الآخير انتصر شعبنا على الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .
قواتنا المسلحة الجنوبية اليوم أمام تحدي كبير نكون او لا نكون ،ونحن على ثقة قوية انهم لن يخذلوا شعبهم ولا قيادتهم السياسية مهما تكالب الأعداء وازدادت المؤامرات فإنهم سيظلون هم صمام أمان للجنوب والأبطال المغاوير الذين لا يهابون الموت وان مايحدث من سياسة قذرة من بعض الأطراف ،ما هي الا سحابة صيف سوف تنتهي مع مرور الوقت،صحيح مايتعرض له جنودنا بقطع الرواتب هي جريمة كبرى ترتكب بحقهم، وكذلك شعب الجنوب كله اليوم يعاقب جماعياً بسبب موقفه القوي إلى جانب قيادته السياسية والمجلس الإنتقالي المفوض من الشعب والحامل الرئيسي لقضيته،التي تحاول القوى المعادية طمسها.