محمد مرشد
تركيا وسوريا.. بين الفاجعة الإنسانية والخسائر الاقتصادية
فجعت تركيا وسوريا بزلزال كبير أودى بحياة آلاف الأرواح وأصاب عشرات الآلاف من الآخرين، في أكبر زلزال شهده العالم منذ عام 1939، وشعر به سكان لبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وأدى لانهيار عدد كبير من المباني وحصار المئات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.
وأعلنت السلطات التركية درجة الإنذار الرابعة التي تعني طلب مساعدة دولية، والتي يساهم حالها الجيش التركي في نقل الفرق الطبية إلى المناطق المنكوبة، في وقت خلف فيه الزلزال خسائر اقتصادية جسيمة من حيث الحجم والشدة والضحايا.
وبحسب دراسة سابقة أجرتها مجلة أكلاهوما إيكونومست تناولت الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الزلازل، فإن متوسط الضرر الاقتصادي للزلازل التي تبلغ قوتها 6.5 درجة بلغ 628 مليون دولار، وهو أعلى بحوالي ثلاث مرات ونصف من متوسط أضرار الزلازل التي بلغت قوتها 5.5 درجة والذي يبلغ 178 مليون دولار، كما يبلغ متوسط الضرر الاقتصادي للزلازل الكبيرة في المناطق التي يزيد عدد سكانها عن 250 ألف نسمة ما يقارب 2 مليار دولار، وهو أكبر بحوالي 75 مرة من تلك التي تحدث في المناطق التي يقل عدد سكانها عن 250 ألف نسمة والبالغ متوسط الضرر الاقتصادي فيها 28 مليون دولار.
ورجحت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بنسبة 34%، أن تصل تكلفة الأضرار الاقتصادية للزلزال الذي ضرب تركيا لأكثر من مليار دولار، وبحسب موقع أرتيمس البريطاني والمتخصص بالتحليلات الاقتصادية، يعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، واحداً من أكبر الزلازل التي سجلتها المنطقة على الإطلاق، ووفقاً للتقارير، بلغ عدد المباني المتضررة حتى الآن أكثر من 2000 مبنى في تركيا وحدها، ولحقت الأضرار بما لا يقل عن 10 مدن رئيسية، وشهدت منطقة شمال سوريا أضراراً كبيرة، حيث تم الإبلاغ عن حوالي 300 مبنى متضرر، وقال كبير المسؤولين العلميين في شركة Gallagher Re، إن المنطقة نفسها شهدت زلزالاً في يناير 2020 بلغت قوته 6.7 درجة، وبلغت تكلفته الاقتصادية 600 مليون دولار.
وبحسب أحدث التقارير فإن أعنف الزلازل من حيث الأضرار الاقتصادية في جميع أنحاء العالم وقعت منذ العام 1980م، وقد تسبب الزلزال الذي وقع قبالة "توهوكو" في اليابان عام 2011 بأكبر قدر من الضرر الاقتصادي على الإطلاق، حيث حدثت كارثة "تسونامي" في أعقاب الزلزال الذي أصاب مفاعل "فوكوشيما" النووي، والذي تسبب في حدوث انفجار نووي كبير وخسائر اقتصادية تقدر بـ 210 مليارات دولار، أما الزلزال الذي كلف ثاني أكبر خسائر اقتصادية فقد وقع في اليابان أيضاً في يناير 1995، وقدرت الخسائر بنحو 100 مليار دولار.
وشهد عام 2008 زلزالاً حدث بمدينة سيتشوان في الصين، مخلفاً خسائر اقتصادية تقدر بنحو 85 مليار دولار، وتسبب الزلزال الذي ضرب مدينة لوس أنجلوس الأميركية عام 1994 في خسائر تقدر بنحو 44 مليار دولار، فيما كان الزلزال الذي ضرب اليابان عام 2016 خامس أعنف زلزال من حيث الخسائر الاقتصادية، حيث بلغت خسائره 32 مليار دولار.
وسجل الزلزال الذي ضرب تانغشان الصينية في العام 1976، أعلى عدد من القتلى منذ عام 1900، حيث بلغ 242 ألف حالة وفاة، تلاه زلزال هايتي عام 2010 الذي أدى إلى وفاة أكثر من 222 ألف شخص.