كلمة عن الشيخ سمير الحوشبي ركن الإمداد بقوات الحزام الأمني قطاع المسيمير
منذ العام 2007م يظل الشيخ سمير عبده سعيد السرحاني الحوشبي ذلك البطل المرسوم في ذاكرة وأذهان ومخيلة الجميع، فهو الرجل الذي يحظى بمهابة متصاعدة، فقد ظهر بطلا منذ البداية محتفظا بالهالة الجسورة والصورة الثابتة والموقف الراسخ واللغة الموحدة والنبرة المليئة بوعد البذل والعطاء والفداء والكفاح والتضحية في سبيل الإنتصار لقضية هذا الوطن.
الشيخ سمير، يعد واحدا من الهامات القيادية النادرة التي تتجلى فيها قيم ومبادئ النضال وثوابت الثورة الجنوبية الراسخة، فهو الرجل الذي يحمل على عاتقه هم الوطن ويناضل لإنتزاع حق الحرية والعزة والكرامة والاستقلال، هذا هو ما يمثله الشيخ "سمير الحوشبي" في اللحظة الفارقة، فهو لا يمنح الناس في كل خطوة كفاحية او نسق عملي تفاؤلا ساذجا، ولا يضللهم بوعود وهمية، بل يستنفر فيهم أقصى يقين داخلي بالإنجاز وتحقيق النصر، وفي أشد لحظاتهم صراع مع اليأس يخاطبهم كجندي من قلب الملحمة لما يتسم به من بعدا للنظرة وسعة بصيرة ليدرك مكامن الخطر، لكنه يرى الغد بوضوح لا يخالطه شك، ولو مع أخر طلقة في معركة يخوض هو معمعتها.
وفي اللحظات المفصلية بتاريخ الشعوب، يكون للقادة المحنكين دورا محوريا بارزا في صناعة المصير، ولعل هذه من مفارقات التاريخ ومنطقه، فكيف لجهد بسيط ويسير أن يصنع تحولا في مسار الحياة الواقعي، إنه أمر لا يخضع للتفسير السببي المباشر، ليست مسألة رياضية بل أمر يتعلق ويرتبط بميكانيزم البشر، وبالحاجة النفسية العميقة لدى الجماهير لشخص قوي يرهنون وجودهم له، ويتحركون وفقا لما يبثه فيهم من قوة روحية لها دور فاعل ومؤثر في صناعة الفارق وسد جميع الفجوات والثغرات وهي من ميزات هذا القيادي الملهم ذو الشخصية المثالية والنموذجية الفذة.
الشيخ سمير الحوشبي، يرى زملائه فيه، رهانهم الأول والأخير في ميدان العمل الأمني المضني بعد قائدهم الشهم والمغوار الشيخ العميد محمد علي الحوشبي حفظه الله ورعاه، فهذا الرجل يعمل بصمت ومن دون ضجيج، يبذل جهودا جبارة ومخلصة ومتفانية على شتى الصعد والمستويات ليعيد بعلاقاته الواسعة ترسيخ قواعد البيت الأمني وتعزير عوامل الثبات والصمود والرفع من معنويات الأبطال منتسبي قوات القطاع البواسل في كل موقع وجبهة، فبكلمة خاطفة وعميقة يستطيع ترك الأثر الطيب في النفوس، وهكذا بالطبع يصنع القادة ويبرز دورهم الريادي ويتلالا على مدى تاريخ الشعوب والبلدان.
يعتبر الشيخ سمير، من أبسل رجالات المقاومة الجنوبية، وأشجع قياداتها الميدانية التي قضت عمرها في سبيل التصدي لجحافل الغزاة وخدمة الوطن، لهذا الرجل المناضل إرث بطولي مشرف وكبير ومسيرة ثورية طويلة حافلة بالإنجازات تضاف الى سجل إسهاماته وبصماته ومناقبه وأدواره الإجتماعية البارزة والمتعددة والتي يعرف بها في أوساط المجتمع، أستهلها محاربا مقداما ضمن حركات الكفاح المسلح وعنصرا شبابيا نشطا في ثورة الجنوب السلمية، كما انه من القيادات التي سجلت وقفتها التاريخية المشرفة ضد طغيان المليشيات الحوثية في العام 2015 وانبرت لمواجهتا في مختلف جبهات مديرية المسيمير الحواشب بمحافظة لحج، مترجما بذلك شخصية القائد الحكيم والمحارب الجسور في آن واحد.
كما يعد الشيخ سمير، احد ابرز المناضلين الحواشب الأحرار الذين احرقوا أعمارهم وسنوات حياتهم ثائرين معدمين، متقشفين في كل الظروف والمنعرجات ومتجاوزين كل مراحل التحدي بصمود وثبات مبهر، انه من قلائل الرجال الذين تجتمع فيهم الصفات الفاضلة والملامح الفدائية والسجايا الحميدة كالصدق والأخلاق والكرم والشهامة والشجاعة والإبتسامة والتعاون والمرؤوة والنخوة والإيثار وحب الخير للأخرين.