مروان هائل

كيف تعرف الفاسد اليمني ؟

وكالة أنباء حضرموت

لا توجد دولة خالية تمامًا من الفساد ، لكن لا شبية  للفساد اليمني ، واعتقد ان العلماء ربما لا يدركون ان الثقب الاسود الذي يبتلع الكواكب والمجرات في الكون قد انتقل الى اليمن وتحول الى هيئة كائن بشري فاسد يبتلع الارض والشواطئ والجبال او أي وديعة مهما كان حجمها وكذلك المنح والقروض المالية و الدراسية والمشتقات النفطية والمساعدات الغذائية ..الخ وبداخله كذلك تختفي جميع القوانين والاعراف .

أثناء دراستي للقانون شرح لنا المدرس شكل الصورة النموذجية النفسية القريبة  لشخصية المسؤول الاوروبي الفاسد ، وعلى عكس الصورة النمطية السائدة  تبين لي حينها ان غالبية المسؤولين الفاسدين هناك متعلمين يتظاهرون بالوطنية و التعاطف مع الناس ، لكن القيم المادية بالنسبة لهم اولوية قصوى  .

صورة  المسؤول اليمني " الفاسد " تختلف عن بقية الشخصيات في العالم ، فهو مرواغ و ماكر ، غير صادق و مغرور وفي اكثر الاحيان جاهل يحمل شهادات مزورة او مشتراه  ، يمارس الظلم و يتظاهر بالتدين ، يقبل الرشوة أياً كان حجمها ولو فلسات ، يبتلع كل شيء مادي وغير مادي ، يحيط نفسة بشخوص تشبهه ، لا يصنع معارف جديدة بدون الفائدة المادية او ما شابه ذلك .

في الغالب المسئول اليمني الفاسد مناطقي او شلليا او قبيليا او حزبيا يعاني من ضعف القدرات العمليه والمعرفة المهنية ، لكنه يعمل كل شيء لضمان رفاهيته هو واسرته واقاربه من السيارة والمنزل حتى الحساب البنكي ،البعض منهم  لديه تجربة إجرامية معينة ، يمكنه هو نفسه أخذ زمام المبادرة وأداء بعض الإجراءات لصالح الشخص الذي يدفع اكثر ، جشع وتاجر بقضايا الوطن ومتحمس ومتعطش للسلطة .

 يستخدم  المنصب كفرصه للوصول السريع الى الثراء من خلال تحويل صلاحياته او وظيفتة او منصبه  الحكومي إلى قيمة مادية ، فالسلطة في اليمن غنيمة حرب والوصول الى المنصب في الغالب غنيمة  حزب او صفقة سوداء او محاصصة بضغط من جهات عليا فاسدة ، التي تتناسى ان الفساد  بمثابة  تهديد " للأمن القومي "  و على قدم المساواة مع الإرهاب .

يجب أن يكون هذا البلد غنيًا جدًا ، لكن هناك مجموعة فساد صغيرة غير وطنية وجاهلة لازال القرش الاحمر والاخضر يلعب بعيونها ، هذه المجموعة أصبحت قوية و غنية جدًا لدرجة أنها يمكن أن تأخذ البلد بأكمله كرهينة ، كما تعتبر هذه المجموعة من التحديات الـــ "المهدده " للبلاد بسبب تركيز القوة السياسية والاقتصادية في أيدي هذه المجموعة الصغيرة  ، مما قد يعيق فعالية جهود التنمية والتطور و مكافحة الفساد وغسيل الاموال والارهاب على المدى الطويل .

مقالات الكاتب