نصر هرهرة

تحالف الضرورة وليست شراكة

وكالة أنباء حضرموت

ما يجري على الأرض (وطن شعب الجنوب ) خلال الثمان السنوات هي عمر الحرب في المنطقة اكان اثناء مقاومة الغزو اليمني الحوثي للجنوب عام 2015 م مرورا بمقاومته البطلة وتحرير الجنوب ثم ادارته ، هي مرحلة محكومة بتحالف الضرورة وليس كما يسميها البعض بالشراكة بما في ذلك المناصفة في مجلس القيادة الرئاسي او حكومة المناصفة.

هذا التحالف فرضته الحرب والتي اخذت طابع اقليمي وفرضت نفسها على الجنوبيين لدخول في تحالف الضرورة اكان في اطار التحالف العربي او في اطار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وخلال فترة تحالف الضرورة هذا سقطت مفاهيم جزئيا او كليا و ظهرت مفاهيم جديدة تبعا لتغيير الحقيقي الذي جرى في المضامين التي تعكسها تلك المفاهيم ومن اهم تلك المتغيرات في مضامين المفاهيم هي مضامين مفهوم الشرعية اليمنية.

فلم تعد الهياكل والبنى التي كانت قائمة عند انقلاب الحوثي قائمة اليوم إلا بمسمياتها المجردة فقد انتهت حكومة بحاح ومؤسسة رئاسة هادي والقوات المسلحة و الأمنية اليمنية بمختلف مكوناتها وغيرها وظهرت على اثرها مؤسسات جديده بمضامين جديده وصولا الى حكومة المناصفة المعترف بها دوليا ومجلس القيادة الرئاسي مناصفة بين الجنوب والشمال.

وهذه المناصفة تختلف عن التمثيل الديكوري للجنوب في حكومات الاحتلال ومؤسسة الرئاسة اليمنية السابقة ، على الاقل هذا الاختلاف ان تلك الموسسات جاءت باتفاقات سياسية (اتفاق الرياض ومشاورات مجلس التعاون الخليجي وجاءت الى عاصمة الجنوب الابدية عدن (معاشيق) باتفاق سياسي مع ممثل الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي .

ولم تاتي غازية للجنوب بل تتمتع بحماية القوات المسلحة الجنوبية ، ومع ذلك لا يجب اغفال حقيقة ثابته هي ان قوات المنطقة العسكرية الاولى وقوات في المهرة والقوات المحتلة لمكيراس هي كل ما تبقى من الاحتلال اليمني للجنوب وفي نفس القوت فان الاقتصاد الجنوبي وخدمات الجنوب لازالت تحكم باليات وادوات الاحتلال اليمني القايمة وهناك امور لازالت تحكم من صنعاء مثل الاتصالات والبريد وغيرها.

لقد تغير مضمون الشرعية اليمنية الاحتلاليه للجنوب التي انقلب عليها الحوثي واصبح الجنوب جزء من هذه الشرعية التي يعترف بها العالم وهي تتركز في الجنوب وفي نفس الوقت بدا العالم بتعاطي مع الأمر الواقع القائم في صنعاء وبقية المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي فالجنوبيين وهم جزء من الشرعية المعترف بها دوليا قبلوا بتحالف الضرورة الى حين.

ولكنهم لم ولن يقبلوا بان ياتي من يشاركهم في حكم وادارة الجنوب الا بما يقتضيه هذا التحالف وفي اطار الهيئات المركزية فقط بحيث ان لا يصل الى السلطات المحلية الا بقوانينه والياته القديمه ، وقد تضمنت تلك الاتفاقات السياسية ان وجود هذه الموسسات المركزية كاطار لتحالف الضرورة قد جاءت لاهداف اهمها حشد الجهود والطاقات لمحاربة الحوثي وهزيمته او جعله ينخرط في عملية سلام سياسية شاملة يكون لقضية شعب الجنوب اطار خاص فيها يتم انتاجه اثناء مفاوضات وقف الحرب وليس لهذه المؤسسات ان تاتي لاستعادة احتلال الجنوب او تقويض انتصاراته او نهب ثرواته او ابتزازه في معيشته وخدماته بهدف تركيعه ومساومته في تطلعاته السباسية في استعادة دولته كما يعتقد بعض عتاولة الاحتلال اليمني.

خصوصا من تحالف حرب 1994م على الجنوب او غزاة 2015 م وعلى العالم والاقليم وفي المقدمة دول التحالف العربي والاتحاد الاوربي مجلس الأمن الدولي ومبعوث الامين العام للامم المتحدة ادراك هذه الحقيقة حتى لا يتم التعتيم عليهم وتشويش الرؤية امامهم.

مقالات الكاتب