علي ثابت التأمي
الدكتور شكري القاضي هامة علمية وإخلاقية
سنكون نحن والأحرف اليوم في حضرة هامة علمية ندين لها بالوفاء ونعترف لها بالفضل، كيف لا وهو يُقال من علّمني حرفًا صرت له عبدًا. إذا كانت الأحرف دائمًا تنصف المبدعون وتفتّش عن البسطاء فأنه اليوم مجبرةً على الحديث ويحق لها أن تصدح بكل مخارجها عن هامة علّمية تربوية سقتها يومًا من نهر علمها وأفاضت عليها كرم من العطاء دونما بخلًا.
شكري القاضي دائمًا دكتورًا في أعيننا قبل أن تُمنح له هذه الدرجة بمرتبة الشرف، فلقد عرفناه طموحًا مُثابرًا لا يعرف طريق اليأس متشبثًا بمراتبه الأولى.
فلقد أستطاع بعزيمة فذة ونفسًا فولاذية على تجاوز الصعاب ودحر كابوس الجهل، ليرسم لوحة علّمية عظيمة ستظل عالقة في عقول النشء لتحاكي قصتي إبداع وبزوغ في حقبة التهميش والذبول.
لقد تعودت أن اقتصر في كلماتي حول جوهر النفس تاركًا التاريخ الحافل بالعطاء فأني استشعر بذلك البساطة الّتي يألفها الجميع وتكون رمز المحبة لذلك الشخص بين أوساط المجتمع وتقربه من قلوبهم زلّفا.
ولقد كان وما زال الدكتور شكري القاضي بسيط التعامل حسن الخُلق قريب من الناس تألفه القلوب .. لا أقول ذلك تمّجيدا ولا تملقًا ولكنه استنباط من واقع تعاشيته معه تلميذًا لأستاذه وصديقًا لصديقه، فلقد كان حريصًا على الشباب لا يكل ولا يُمل من النصائح محببًا ومقدسًا للتّعليم رغم ذلك التهميش الّذي يطال الكادر الجنوبي.
إنه حقًا أصيل الطباع تربويًا بما تعنيه الكلمة من معنى ومن عايشه عن قرب مدركًا بكل ذلك، فكريم الأصل كالغصن كُلّما أثمر تمايل وانحنى.
ولقد كان الإنجاز العلمي الّذي توّج به يوم أمس شرفًا عظيم لنا جميعًا، فلقد تقاسمنا تلك الفرحة معًا فهو محصول لسنوات من الجد والمثابرة وليالي من الكفاح للطالب الجنوبي الّذي أحرمته حكومة الفساد مستحقاته لكنّها لم تسطتع أن تكمت إبداعه الذي تصدح به نفسه العظيمة.
وفي أخر مقالي أبارك لك هذا الإنجاز العظيم أستاذي الحبيب (درجة الدكتوراه) وعقبى الأستاذية ودمت نجمًا وضاءً نفتخر به.