علي ثابت التأمي
الفقيد الخالد عبد الجليل التأمي.. الإنسان الّذي لم يأفل من الروح
حكاية الراحلون الشرفاء تظل محفورة في الوجدان وقصة ألم لا تبرى، فهم قد تركوا فراغ لا يملأه كثرة الحاضرين.
بين سطورنا اليوم ستكون شخصية الإنسان المحب والمناضل الشريف والأب الروحي والناصح الّذي لا يمِل الوالد الخالد عبدالجليل أحمد حسين التأمي ذلّك الشامخ الّذي أفل عن البسيطة فأصابنا جميعًا في منطقة الرباط داء اليُتم فقد افتقدنا الأب الناصح والمعلم المرشد والقائد الحريص.
أكثر من ثمان سنوات على رحيل الوالد عبدالجليل أحمد حسين وما زالت نفسي تستذكره ولن تنساه وما زال إرثه العظيم من مواقف النُبل وحب الخير وروح التعاون يستحضر بكل إيضاح ووضوح.
كلما هممت في عمل أو دخلت في تجربة في ربوع الحياة وتسلل إلى نفسي دبيب اليأس أسمع صدى صوت يناديني بكل شدة وعنفوان صدى صوت الناصح الوالد عبد الجليل هو يشدد من أزري ويعاتبني بغضب الحبيب لا لليأس انهض فالحياة لا ترحم الضعفاء.
لقد تمكن مرض القلب القاتل من جسده لكنه لم يستطع أن ينال من عزيمته الفذّة وعنفوانه الثوري الناصح.
لقد رسم في مخيلته حب التعاون والنهوض في قريته إلى أعالي المجد، فكان أستاذ في المدرسة ورياضيًا في الملعب وعاملًا في البناء وشق الطرق.
مدرسة الشهيد محمد ناصر (الرباط) مدانة له بكل إنجاز علميًا أو تتطور في الجانب المعماري .. مشروع المياه ينبض بحبه ويدين بالوفاء له في كل قطرة ماء تصل إلى شرفات المنازل، مشاريع الطرق والكهرباء وكل شيء جميل وصلت إليه منطقة الرباط بوادي المسلمي مدانة بالجميل إلى الخالد الفقيد عبد الجليل التأمي.
لقد كان الحديث مختصرا عن عبدالجليل الإنسان ولم نطرق إلى تاريخ الرجل الثوري ومواقفه الباسلة في الذود عن أرض الجنوب الباسلة فلقد اكتفيت أن أكون في حضرة المواقف التي عاشرتها ولن أنساها في ذلك المقدام.
أبتاه لقد استحضرت وجودك الّذي لم يأفل في نفسي في بعض كلمات فإني لم أجد غيرها كي أذكرك به، فقد تقاسم الوطن المكلوم ثلة من الأشباح وتسلق أصحاب الأموال إلى شهرة العطاء فأصبحوا هم الدولة وأُجه الخير عبر أبواقهم المأجورة.
فقد اكتفيت بصدق الكلمات الّتي نثرت مايحمله قلبي لك وقصة الألم الذي تركته فيه .. سأظل أذكرك في دعائي حتى تفارق الروح الجسد.
تغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته.