علي ثابت التأمي
مشروع "عقبة خلق" من حلمًا بُعد تحقيقه إلى واقعًا دحِر الصعاب!
لقد كان مشروع "عقبة خلق" مثله مثل أغلب المشاريع المتعثّرة في وسط بلاد ينخرها سرطان الشمال وفساد في الجنوب!
"عقبة خلق" مشروعا طواه النسيان وتخاذلت أمامه الدولة وتلاعب في تحقيقه أمراض القلوب وأصحاب الجيوب، فأضحى بعيد المنال حلمًا يعيشه الأهالي في مخيلاتهم!
فتفردت به الطيور المهاجرة التي تنّكر لها ولأهلها وطنا عاثت به القوى الشمالية
لتكون هي وطنًا آخر يلمم البقايا ويجمع الشتات في بلد المهجر وطن يلبي آمال الأهالي ويحقق لهم شيء من أحلامهم فتقاسمت زادها وتناست آلامها لتضمد جراح أهلها وتحقق لهم حلم هذا المشروع والمتنفس العظيم الّذي أفلت عنه شمس الدولة وحجبته ضبابية المرحلة!
لقد مزج المغتربون والأهالي في جبال حالمين الحلم بالحقيقة ليصنعوا ابتسامة تحقيق المشروع العظيم!
فكان لهم ذلك فهم كم قال المتنبي :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
حقا لقد كانوا عظماء في الأرادة كُرماء في العطاء فوصلوا إلى مبتغاهم ومشروع حياتهم في شق هذه الطريق والإنجاز المبارك.
وها نحن اليوم نعيش مرحلة أخرى نلتمس فيها خير الدولة الجنوبية وثمرة النضال الطويل فقد أُعتمد سفلتة وتوسِعة مشروع "عقبة خلق" من رئاسة المجلس الانتقالي ممثلة بالقائد الرمز عيدروس بن قاسم الزبُيدي خبرًا أحيَّ في النفس نورًا من الأمل وفتح فيها آفاق من السعادة الّتي كبّلها الواقع!
ولم يأتي الاعتماد هبة ولكن كانت هناك جهود حثيثة وجبّارة ونوايا صادقة مليئة بالحب والوفاء من ابن حالمين البار الأستاذ عبدالرقيب العمري مدير مطار عدن الدولي جهودًا أثبت فيها شهامة العمري وأصالته ووفائه لأهله ومحبيه!
فتعظيم سلام لكل من ساهم ويساهم في نجاح هذا المشروع العظيم ونخص بالذكر الطيور المهاجرة والأستاذ عبد الرقيب العمري.