صالح علي الدويل
حضرموت..قراءة في مليونية الخلاص
خرجت حشود حضرموت الحقيقية بصحرائها وساحلها في مليونية فقطعت التزوير والتلفيق الذي يجيدون صناعته في التواصل الاجتماعي وقطعت الشك باليقين واسكتت اصواتهم بان (حضرموت لا تتبع الشمال ولا تتبع الجنوب) ونسوا انهم انفسهم في “حوارهم” لتقسيم القضية الجنوبية جعلوا حل حضرموت جزءا منها ولم يجعلوه جزءا من حل قضية “الجعاشنة” الشمالية.
الطبيعي ان لا يكون راي او موقف بعض نخب حضرموت متعارض مع راي اغلبية ابنائها فالصوت الاغلب تظهر مؤشراته بكل وضوح وان غرد البعض “فالتغريدة” ليست مؤشر قياس راي عام كما يحاول بعضهم ان يدخل تغريدات بعضهم موسوعة “جينس” وانها اقامت الدنيا في حضرموت بينما الحقيقة ان صاحب التغريدة لم يجرؤ ان يتبناها جماهيريا لصالح تنظيمه بل التحف بدعوة “قبيلة” وهذا اول مؤشر لتهافت مشروعه.
التظاهر من قياسات الرأي العام اذا لم تتوفر الظروف للانتخابات او الاستفتاء ، وقد تظاهروا واظهروا حجمهم في الشارع الحضرمي يضاف له “لحقه” شمالية مقيمة في سيئون!! ، لكن المشهد الحضرمي المهيب في وادي حضرموت كان قويا عاتيا جعلهم يتراجعون عن يمننة حضرموت ويغردون ان حضرموت جزء اما من الجنوب او من اليمن او دولة مستقلة!! تراجعوا عن خيار اما حضرموت يمنية او تكون مستقلة وهذا مؤشر لتهافت مشروعه مهما استبدل له من ازياء.
حضرموت ليست قبيلة او قبائل فقط ؛ بل؛ كيان اجتماعي وسياسي تاريخي ارقى والقبائل جزء منه ، ومحاولات الاخوان الاحتماء بالمكون القبلي في حضرموت لن يفيد مشروعهم فقد احتموا بقبيلة الشمال وبالذات قبيلة ” حاشد ” فأنتمت “حاشد” لسياقها التاريخي وتركت الاخوان يواجهون مصيرهم وصرخوا “لسنا ابو فاس”!! ولن يكون حالهم مع القبيلة الحضرمية الجنوبية افضل من حالهم مع “حاشد ” فهي قبائل تنتمي لسياقها التاريخي لان ذاكرتها التاسيسة مع الزيدية الشمالية مشحونة بعداء تاريخي واندماج تاريخي مع الجنوب ، عدا انها تكون على مسافة واحدة من كل المشاريع فابناؤها في كل المشاريع.
كانت فعالية الخلاص استفتاء شعبي ونخبوي ، يؤكد أن حضرموت جنوبية ، ومع المشروع الجنوبي ، ولن تغرد خارج السرب ورسالة الحشود الكبيرة في سيئون رسالة للمجتمع الدولي والإقليمي، والتحالف العربي والمجلس الرئاسي مفادها: إن حضرموت لن تقبل بمشروع الإخوان مهما كانت روافع زيفهم الاعلامي ، وانه آن الاوان لاخراج القوات الشمالية لتواجه عدوها فعدوها ليس في حضرموت
17 اكتوبر 2022 م