صالح علي الدويل
الحوثي وآخر “ايقونة” وحدوية!!؟
انزلت سلطات الحوثي علم “الوحدة” وجمعته في شاحنة قد يكون انزله ليقيس ردة الفعل لكنها ما اثارت ردة فعل شعبية لانهم لم يلمسوا فروقا جوهرية خلال ستة عقود بين “المملكة والجملكة” ونخبويا لم تكن ردة الفعل حتى 10% من ضجيجهم لانزاله في الجنوب !! لكنه ايضا اصدر قائمة بالمناسبات التي يُحتَفل بها والغى احتفالية 26 سبتمبر وابقى بطريقة خبيثة الاحتفال بذكرى 14 اكتوبر وذكرى الوحدة!! استخفافا بجنوبيين معه يوهمون انفسهم انه صاحب مشروع وطني !! على قاعدة توأمة سبتمبر واكتوبر !! او بدعوى اعادة ارث الوحدة اليمنية !! والدلالة الاهم انه استقرأ مؤشرات الحل القادم وانه خيار الشمال لامفر منه!! وان العلم استنفذ مهمته جنوبا قتلا وتدميرا بعد ان قاومه الجنوب برايتهم الجنوبية وعمدوها بدم شهدائهم في خيار يؤكد ان الوحدة وعلمها انتهت في الجنوب لانه علم نقض عهود وقتل واجتياح ولن يستطيع تمرير اي تقية سياسية في الجنوب ، ولانه لم يبق شمالي في ارض الجنوب قاتل من اجل الوحدة حتى يقال ان الحرب بين الوحدة والانقلاب فانقسم الشعب على حدوده البلدين ، فالجنوبيون قاوموا تحت رايتهم والشماليون اما التحقوا بفيالق الاجتياح الحوثية او ذهب البعض منهم الى قراهم وبعضهم التحق بالمقاومة الشعبية الشمالية وبعضهم ما دخل الحرب الا بعد بضعة اشهر وبعد ان اشترط مكانته في الشرعية !!!
في الجنوب علم اجتياح وقتل ومع ذلك تظهر اصوات جنوبية تبحث عن مكان ما لها برفع العلم البائس لذكرى اشد بؤسا علهم يرضون به رموز احتلال اكثر بؤسا منهم فالحوثي وضعه في “مكانه” ولم يعد للاحتفال به مكان شمالا ، وفي الجنوب علم احتلال وقتل ولا يجب ان يكون لاحتفاليته مكان فيه
ظلت حوثية صنعاء ترفعه “تقية” وهو يتعارض مع اماميتها وحوثيتها وصفويتها ، فاستياست من التضليل به وجدوى الحرب به جنوبا فنزعت اخر رمز لمسمى دولة الوحدة
اشكالية اغلب الشماليين المعارضين للحوثي مع مفهوم الوطن انهم لم يقتنعوا بشمالهم التاريخي ويكون الجنوب شقيقا داعما وسندا وملجا لهم بل اتجهوا لاخضاع الجنوب اكثر من اتجاههم للحوثي في الشمال فخسروا الشمال ولن ينالوا الجنوب ، فالحوثي في طريقة لتاسيس دولة الولي الفقية على غرار ايران والعراق ولبنان – حتى وان وصفهم غلاة الصفوية بانهم شيعة شوارع – ، والجنوب تاريخيا لم يكن زيديا حين في الزيدية اعتدال نوعا ما في بعض عهودها ولن يكون وطنا بديلا مهما حاولوا ، لذا فرفع علمهم في الجنوب والحوثي رماه ولن يفرصوا رفعه لا معنى ومن سيحاول من الجنوبيين ان يرفعه او يحتفل بيومه فليخجل او يذهبوا الى صنعاء فمكانه فيها!!
ليست حجة ان ترفعه امارة في مديرية من مارب -هذا ان رفعته – ، فاستقلاليتها كاستقلالية الفاتيكان في ايطاليا مقارنة بمساحة الشمال المتحوث فهذا العلم لا يعنينا في الجنوب قبل ان تنزعه صنعاء ولا بعد ان نزعته والغت الاحتفال بيومه
21 سبتمبر 2022م