ناصر التميمي
من لم يأت الينا سنذهب اليه ..!
عانينا في الجنوب من حالة التمزق والانقسام التي أصابتنا بعد حرب صيف ١٩٩٤ م الظالمة ،التي حولت الجنوب الى غنيمة حرب في أيدي المحتلين اليمنيين الذين إمعنوا في نهب الثروات ليس هذا فحسب ،بل انتهجوا سياسة خبيثه ضد أبناء الجنوب تمثلت في زرع الخلافات والصراعات بين الأخوة بمساعدة نظام صنعاء الذي كان يغذيها ويدعمها بكل ما أوتي من قوة ،لانه يدك جيداً ان بقاءه لن يطول في الجنوب اذا بقي الجنوبيين موحدين على كلمة واحدة ،فلابد من دس السم فيهم حتى يطول احتلالهم للجنوب ليستمر نهبهم للثروة في البر والبحر.
نعم ساعدت القوى اليمنية في تغذية حالة الانقسام والتشظي الذي هو موجود في الجنوب حتى مع بداية انطلاق ثورة الجنوب السلمية التي عرفت بالحراك الجنوبي ،بادرت قوى الظلام الى زرع الخلاف بين قيادات الفصائل فضلاً عن تأسيس فصائل أخرى تحت مظلة الحراك الجنوبي ولكنها تعمل لتفيذ أجدة أعداء الجنوب ،وهذا ساهم في عدم اجتماع الجنوبيين على كلمة واحدة وظل الحال هكذا حتى تمكن القائد عيدروس الزبيدي من تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ضم عدد كبير من القوى الفعالة المؤمنة بالتحرير والاستقلال ،كان من ضمن أهدافه هو توحيد الصف الجنوبي وترسيخ مبدأ التصالح والتسامح في أدبيات المجلس ،وذلك للإنفتاح على جميع القوى الجنوبية الغير منضوية في المجلس الانتقالي وإشراكهم في العملية السياسية التي تتطلب اليوم من الجميع أن يكون موجود للوصول بالشعب الى هدفه الذي يسعى الى تحقيقه .
الكل يعلم أن المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته منذ ولادته تعرض لحملة أعلامية شرسه من قبل الإعلام اليمني القبيح ومن بعض القنوات التي تسمي نفسها عربية وهي بعيده عن قضايا الأمة العربية كبعد الشمس عن الأرض ،وذلك لتهييج الشعب ضده ،لكن الشعب في الجنوب كان واعي لهذا الحملات الاعلامية المسعورة وأفشلها بإلتفافه الكبير خلف القائد عيدروس الزبيدي والقيادة السياسية للجنوب وأفشل كل المؤامرات التي كانت تحاك لضرب النسيج الاجتماعي .
لقد قالها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي منذ أول يوم تأسس فيه المجلس الانتقالي( من لم يأتي ألينا سنذهب اليه ) كما أنت عظيم أيها القائد الفذ الذي أفشلت خطط الأعداء الخبيثة التي يتربصون بها للجنوب وقضيته العادلة ،وتباً لمن قال ومازال يروج على أن المجلس الانتقالي الجنوبي مغلق الابواب أمام المكونات الجنوبية الأخرى ،بالعكس الانتقالي قبل تصالح مع أعداء الجنوب وقبل بالشراكة معهم من أجل توحيد الجهود لمواجهة الإنقلابيين الحوثيين في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الجنوب واليمن فكيف لن يقبل بأبناء الجنوب ؟هذه مجرد سموم يبثها اعلام القوى المعادية لقضية شعب الجنوب .
دائماً أصحاب النظارات السوداء لايمكن لهم أن يروا مايتحقق أمام أعينهم من انجازات، وهم نفسهم قد قالوا ان المجلس الانتقالي ولد ميت ولن يحقق شي للجنوب وأنه مجلس الإمارات وغيرها من الخرافات التي يطلقوها بين الفينة والأخرى عبر أعلامهم الخبيث أو مهرجيم الذين يستلمون رواتبهم بالعملات الصعبة،وهم نفسهم الذين قالوا ان الرئيس عيدروس الزبيدي باع القضية الجنوبية بعد انضمامه في المجلس الرئاسي اليمني كما أسموه ،وهم الذين يتباكون اليوم في قنواتهم على كل الاجراءات والخطوات القوية والشجاعة التي ينفذها الرئيس الزبيدي لانها كانت صادمة وغير متوقعه لهم وهي مازادت من عويلهم ونعيقهم وصراخهم في هذه الأيام وسيزداد في الايام القادمة ،وسوف تسمعون عن قيادات كبيرة من الإخونجيين سيلتحقون في صفوف المتمردين الحوثيين وهذا ليس غريب لانهم وجهان لعملة واحدة .
تمردوا في شبوة على قرارات المجلس الرئاسي والمحا فظ ابن الوزير وتم طردهم وسلمت شبوة الشموخ والتاريخ الى أهلها بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الإحتلال والأقصاء والتهميش ،كل هذا المكاسب العسكرية هي بفضل الله وقوات المسلحة الجنوبية التي تعتبر صمام أمان للجنوب وشعبه والحامي لمكاسبه السياسية والعسكرية ،ثمجاءت عملية سهام الشرق التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية لتحرير محافظة ابين الأبية أبين العزة والبطولة من القوى التابعة للعربية اليمنية ،وماحصل فيها من تلاحم وتآزر وتصالح جنوبي هو انتصار عظيم آخر يضاف الى مكاسب الجنوب، وهي ثمره من ثمار مبدأ التصالح والتسامح الذي وضعه المجلس الانتقالي الجنوبي في أهدافه وأدبياته .
نحن اليوم في الجنوب نمر بمرحلة فاصلة وحساسة في تاريخ الجنوب العربي تتطلب من لجميع رص الصفوف وتوحيد الكلمة والإلتفاف حول الرئيس عيدروس الزبيدي لنسير بسفينتنا الى بر الأمان بعيداً ،ومن هذا المنطلق ومن أجل تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية الآنية ،أعلن سيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي عن قرار تاريخي بتشكيل فريقين للحوار الوطني الجنوبي الذي كان حلماً لكنه اليوم يتجسد كحقيقة على أرض الواقع ،أراد المجلس الانتقالي من هذه الخطوة الجبارة هو توحيد الصف ولجم كل من يحاول المرور عبر هذه الفجوة الضيقة لضرب الجنوبيين لن تستطيعوا بعد اليوم الاقتراب مننا ابعدوا عن حالنا واذهبوا حرروا أرضهم ،فالجنوب لن يكون الا لأبنائه .
ومن ثمار الحوار الوطني الجنوبي هو عودة فادي باعوم رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الجنوبي ،وماجراء من تصالح جنوبي في أبين الأبية هذا دليل قاطع بأن الجنوب قادم في المرحلة القادمة على يوم تايخي هام سيلتقي في الفرقاء الجنوبيين للتوقيع على ميثاق وطني جنوبي تحدد فيه ملامح الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة وعلى الجميع أن يكونوا على أهبة الإستعداد .