مدين القحطاني

اليمن والتقدم للوراء

وكالة أنباء حضرموت

قال تعالى (( يامعشر الانس والجن ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماء والارض فانفذوا  ، لا تنفذون الا بسلطان  )) صدق الله العظيم 
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم ((   اطلبو العلم من المهد الى اللحد )) صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.

يا من تتربعون على كراسي السلطة العليا !  لقد نفذ الانسان الى اقطار السماء والارض واصبح يفكر في العيش في القمر والمريخ واكتشفو ويكشتفون كل جديد في خلق السماء ومجراتها،  ونفذوا الارض واستخرجوا منها كل يوم جديد مما خلق الله لنا،  لقد صنعوا واخترعوا واكتشفو  ،  واين اليمنيون من هذا اسالكم؟  

يا ايها الذين سموكم بالمجلس الرئاسي او المجلس السياسي او غيره من المسمياات الشكلية...  بينما يحدث هذا في العالم  تعود بلادي اليمن الى الوراء كل يوم يمر وكل ساعة تمضي ،  فبينما العالم يعيش النور في الليل الحالك بفضل الكهرباء، عادت واظلمت اليمن وكما كان في قديم الزمان ينيرون ليلهم بالفوانيس وغيرها، وبينما العالم يشعر بالبرد القارص في الصيف والشمس محرقة بفضل الكهرباء والمكيفات يخرج اليمنيون الى العراء او يعتلون اسطح منازلهم في الليل ليلتمسوا نسمة هواء بارد ان وجدت اما نهارهم فيمر بعذاب وجحيم. 
بينما الافران الغازية والطباخات و الثلاجات والغسالات في العالم الحديث  ،  فقد حن الشعب للحطب و الطرق القديمة للحصول على ماء بارد او حفظ الطعام وغسل الملابس.

بينما يبحث العالم على العلم من المهد الى اللحد ويتقدمون بالعلوم في الطب والتكنولوجيا والعلوم الانسانية وكل شتى مجالات العلوم  نحن اليمنيون نبحث عن لقمة العيش من المهد الى اللحد ولا هم لنا الا هذا والا مات اطفالنا ونساءنا وشيوخنا جوعا.


فليس كل اليمنيين يعانون ذلك ولكن الاغلبية الساحقة منهم اذ ان هناك فئة منا (  المسؤولين ) مترفين وهذا الترف هو ثمن بيعنا وارضنا للخارج.

ايها المسؤولون...!   الا تشعرون بقليل من الانسانية وانتم تسمعون العالم يقول ان اليمن يمر باكبر مجاعة بالعالم وما يرمى من مخلفاتكم باليوم بقيمة راتب جندي لسنوات بل انتم وحوش بصورة انسان فلسلفتكم بالحياه كفلسفة الغابات القوي ياكل الصغير وحقه ولا فرق سوى انكم من جنسنا.

الا تعلمون ان الجائع لا يصلح ان يكون استاذا ولا دكتورا ولا قاضيا ولا جنديا ولقد قال الامام علي كرم الله وجهه ((   لو كان الفقر رجلا لقتلته )) ولو كانت المجاعة فوق طاقتكم لما لمناكم على شيء خارج سيطرتكم ولكن مابالكم واولادكم واهلكم وعصاباتكم لا تشعرون به مثلكم مثل شعبكم؟   ومابال ارصدتكم تزداد كل ثانية تمضي برغم البذخ الذي تعيشونه؟  بينما تزداد المجاعة لهذا الشعب؟  ام انكم  تحسبوه لا يستحق الحياة الكريمة او حتى الحياة نفسها عليكم؟  اتحسبوهم هم عالة عليكم وانتم ارباب الفضل عليهم؟  من اعطاكم الحق لتحكموا عليه بهذي الطريقة؟  فلتعلموا انكم انتم بمواقعكم لستم اسياد الشعب الا بما تبادلوه باخلاقكم بل انكم انتم العالة على هذا الوطن والكارثة التي ستهلكنا وتهلك الوطن وسينالكم ما ينالنا.

قال تعالى (( واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا  )) صدق الله العظيم

اقول لكم كاي مواطن اما ان تكونوا على قدر المسؤولية او اعتذروا عن تحملها،  ولا نريد اعذار اننا لا نقدر ان نخرج عن قرارات الخارج فهم مسيطرين على البلد ومن اعطاهم الفرصة غيركم،  نريد افعال مسؤول مواطن وليس حاكم عميل

(  اما اعتدلت واما اعتزلت )

والسلام

مدين القحطاني

مقالات الكاتب