أ. خالد العاقل

المنظمات الدولية ولماذا اليوم بالذات عملها غير أخلاقي

وكالة أنباء حضرموت

حقيقة ما نستغربه اليوم من ضخ إعلامي كبير يستهدف المنظمات الدولية وعملها وكأنها وليدة اللحظة ولم تكن هذه المنظمات عاملة في صنعاء منذ بداية الحرب  
لماذا هذا الضخ الإعلامي الكبير على المنظمات الدولية وعملها وبالذات عند نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن 
ونعرف أن المنظمات الدولية تقدم خدمات إنسانية جليلة للمواطنين دون أي مقابل وفي ظل الغياب التام لمؤسسات الدولة والحالات الإجتماعية الصعبة التي وصل إليها عامة الناس من فقر ومرض وارتفاع الأسعار وتوقيف الرواتب هذا وذاك زاد من عبء وعناء المواطن اليمني بشطريه الشمالي والجنوبي  
لماذا خرجت وسائل الاعلام الشمالية اليوم ومن يؤيدها من أبناء جلدتنا بدعوى الحرص على الدين والأخلاق من تلك المنظمات .
لتجعل الجنوبيين يحاربون مصالحهم بأيديهم نيابة عن أعداء الجنوب الذين لا يريدون له الخير 
يتحدثون عن الاختلاط مع الفتيات العاملات في تلك المنظمات وكأن خروج الفتاة او المرأة للعمل حراما 
ولماذا يتم الطعن في خروجها اليوم للعمل ؟؟
الم تتعلم المرأة في مجتمع ذكوري في الجامعات والمعاهد ولم نطعن في الاختلاط 
الم تعمل الفتاة ك معلمة وطبيبة وعاملة في جميع المرافق العامة والخاصة مع زملائهن الرجال فكانت الفتاة هي الأم والاخت والبنت للرجل 
لماذا اليوم نطعن فيهن بمجرد إنتقال المنظمات الدولية من صنعاء إلى عدن 
لم يكن الهدف من هذا الضخ الإعلامي لحماية الدين والعرض فحسب  وإنما الهدف من ذلك هو هدف سياسيا بحت لمن يعرف دهاليز السياسة بعيدين كل البعد عن غيرتهم للدين والعقيدة 
لماذا لم نتحدث عن الجانب الإيجابي للمنظمات كم قدمت من خير وخدمات وصلت  إلى جميع المدن والقرى 
لماذا لم نتحدث عن مئات المدارس وعشرات المستوصفات والعيادات الصحية الثابتة والمتنقلة والجسور ورصف الطرقات وبناء السدود وغيرها من المشاريع التي  قدمتها لنا تلك المنظمات والصناديق الداعمة لليمن 
أم أنكم تريدون قطع المعونات الشهرية لمئات الألاف من الأسر الفقيرة التي باتت تعتمد اليوم على ما تقدمه لهم هذه المنظمات من غذاء ونقد في ظل التدهور الاقتصادي للبلاد.  
تدخلت المنظمات في جوانب عدة فلا ننكر جهودها وان وجد إخلال في اي عمل علينا نقده للبناء وليس الهدم إذا نريد التصحيح والخير للناس ولا نكون معاول للهدم.
إخواني الأفاضل من يطعن في شرف الفتيات العاملات في تلك المنظمات فهذا لم يكن حاضر في الواقع المعاش ولم يرى بعينه وإنما يسمع من دون تحقق 
ان الصالح والطالح والسيىء والحسن في كل مجتمع وكل مكان وليس حكرا على من يعمل مع المنظمات 
ماذا نستفيد من دعاة الإعلام بطرد المنظمات ؟
اعطوني سبب واحد نستفيد منه لطرد تلك المنظمات 
كم من الأسر التي تزداد فقرا وعناء وكم من المرضى الذين يحرمون من حبة البندول في حال طرد المنظمات الدولية 
فالذي يطالب بطردها من الجنوب وإعادتها صنعاء جهات وشخصيات سياسية ستفقد الكثير من مصالحها حال انتقالها من صنعاء إلى عدن 
عمل المنظمات لا اقول عملها خيري بحت وإنما بقائها عاملة خير من طردها 
وفي الأخير تذكروا مافي منظمة تدخل منطقة او قرية الا ومعها لجنة مجتمعية من أهلها 
فلماذا يخيفكم من هذه المنظمات الدولية .

مذكرااات
أبو السلطان الهيثمي

مقالات الكاتب