مدين القحطاني

انهيار العملة دليل على عدم كفاءة الدولة

قال تعالى (( لايغير الله مابقوم حتى يغيروا من انفسهم  )) صدق الله العلي العظيم 
وقال صل الله عليه وسلّم ((  اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق اللهم عليه ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق اللهم به ))

العملة الوطنية في بلد تعتبر ركاز صلابة حكومتها والدليل القطعي لمستوى اداءها،   فان كانت بارتفاع فهذا يحكي جهد جبار تقوم به الحكومة لاجل ذلك و ثباتها يتحدث عن همة رجال الدولة في الحفاظ عليها،  اما هبوطها فانه يبين مدى اهتراء رجال الدولة وتبذيرهم لمواردها فيما لايجب واستهتارهم باقوات الشعب وحياتهم التي من المفترض أن تكون كريمة و مدى فساد رجال هذه الدولة وحبهم للمصلحة الشخصية المقيتة لدرجة انهم لايلتفتون الى انهيارها،  بل ويتاجرون بها لملء جيوبهم الواسعة المليئة بالحقارات لاجل المصلحة الشخصية.

يبدو ان الدولة ورئيسها لا ينشغل لهم بال وهم يرون تهاوي عملة البلد،  فهم منشغلون كثيرا في امور اخرى كجواز سفر المراءة بدون ولي امر وما شابه من هذه الامور التي اشغلت عقولهم وقلوبهم إذا فلاوقت لديهم للانشغال بقوت الناس وهم في القصور والفنادق يحيون رغد العيش وبحبوحة الحياة.

اذا لم تجد الدولة حل مناسب وتقف بحزم امام هذا الانهيار المتسارع فما فائدة وجودها اذ لا امن ولا استقرار ولا دولة ولا خدمات ولا مشاريع ووصل بالامر انهيار تام للعملة الوطنية فعلا فما فائدة ان تكون لدينا دولة،  فبامكان الشعب يعيش بدونها اذا،  وهو فعلا يعيش الان بدونها سوى مضايقاتها هنا وهناك للشعب

صدقوني ان الشعب سيتمكن من سير حياته كالعادة دون ادنى اشكال اذا كانت الدولة ستكون بهذا الشكل

فلا اقول لكم الا كما قيل من قبل لمن هم افضل منكم (   اما اعتدلتم او اعازلتم ).

نعم يمكتكم الهروب من عقاب الدنيا وانتم على راس هذه الدولة،  ولكن يمكن ان يثور هذا الشعب عليكم ولعلكم تناسيتم ماحدث لمن كان اوثق منكم حكما و من ظن انه لا غالب له بعد ان ظن ان البلاد بقبضته وكان امر الله قدرا مقدورا عليهم جميعا وبرغم ان وضعهم كان افضل من وضعكم البائس هذا بكثير ولا مقارنة، فلاتنسوا ذلك واعتبروا منه ولعله يكون درس مفيد لكم ولامثالكم،   ثم اذا تمكنتم من الفرار من قضاء الشعب لحكمة يعلمها الله فان الله للظالمين بالمرصاد فلا يمكنكم الفرار منه او الرشوة ((   يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، الا من اتى الله بقلب سليم )) صدق الله العلي العظيم

ارجو ان تراجعو انفسكم
انار الله قلوبنا وقلوبكم بنور الحق والعدل والهمنا واياكم طريق الرشاد

مقالات الكاتب