القائد محمد علي "أبا الخطاب".. وهج الحواشب الذي يشتاق لعودته الوطن ويحن اليه الجميع
رغم الصباحات المفعمة بالأمل والحياة التي دأبت عليها بلاد الأحرار الحواشب، إلا أنها بدت مكفهرة شاحبة بعد أن افتقدت خطوات قائد الثورة وملهم الثوار القائد محمد علي الحوشبي "أبا الخطاب" الذي غادرها قاصدا أرض الكنانة مصر العربية الشقيقة في رحلة علاجية نرجو من الله ان تتكلل بالنجاح، الأجواء التي تعيشها بلاد الحواشب هذه الأيام في ظل غياب أبا الخطاب تفتقد لحالة الود والوئام والتجانس بين الروح والمكان.
وجود القائد محمد علي الحوشبي بيننا في أرض الوطن، يمثل روح الحياة والوهج المشرق والحق في المقاومة والصمود والثبات والشموخ والكبرياء، أمام كل خفافيش الظلام وأيادي الغدر والبطش والعربدة والغطرسة والإرهاب.
يجمع كل ابناء الجنوب الشرفاء الأحرار، بان "أبا الخطاب" كان ولايزال وسيظل عنوان النضال ورمز للبطولة وكلمة السر في تحقيق الإنجازات والإنتصار في شتى الصعد والمستويات، فهو القائد الملهم الذي أعاد إحياء الروح الثورية ورسخ القيم النبيلة بين اوساط الأمة مستنهضا للهمم وفي الموقع الطبيعي سيبقى موطنا للثورة وقائدا للمقاومة والنضال مناصرا ومنتصرا للحق ضد الباطل.
غياب أبا الخطاب المؤقت عن الساحة لأسباب مرضيه، ترك فراغا كبيرا شاغرا لم يملؤه ولن يستطع احد من الأخرين ان يملؤه مهما كانت حنكته وحكمته، ففي غيابه ظهر الفراغ العسكري والأمني والسياسي والثقافي والقبلي والإجتماعي، لقد كان ولايزال وسيظل الشيخ محمد علي الحوشبي يحفظه الله ويرعاه هو القائد العظيم الذي يقترن أسمه بأهداف وقيم الثورة والمقاومة والنضال والفكر والثقافة والتأخي والتكافل والتسامح والتصالح وغيرها من الثوابت والمبادئ الثورية والأخلاقية والإنسانية السامية الأخرى، غيابه يعني غياب وتغييب للحياة والأمن والأمان والطمأنينية والهدوء والسلم المجتمعي وللشرف والحرية والعزة والكرامة والرجولة والنخوة والنزاهة ولكل المعاني الجميلة".
القائد محمد علي الحوشبي، هو ذلك الإنسان المتجرد من كل مغريات الدنيا وزوائلها، يجد الناس فيه كل شيء جميل فهو من يحتضن أحلامهم ويحتوي آمالهم وآلامهم فقلبه الكبير يتسع للكل ولايفرق بين قريب أو بعيد وحاضر أو غائب، بإنسانيته تتجسد معاني النبل والحب والإرتباط بهذا الوطن وبالمواطن، وفي تحركه دليل دامغ على انه أيقونة الجنوب ونوعية نادرة من الرجال تنحدر من طينة عظيمة تنصهر فيها كافة القيم الراقية السمحاء التي تجعله منتصرا في كل المواجهات مع العدو ولن تهزمه سوى رصاصة غادرة من خفافيش ظلام أخفت وجهها القبيح خلف أقنعة سوداء وفرت في زحام الفوضى العارمة.
"أبا الخطاب"، يعد واحدا من قلائل النخب والشخصيات الوطنية المؤثرة وذات الثقل العسكري والأمني والإجتماعي الكبير التي تتواجد على الساحة الجنوبية حاليا وتحظى بحب وتقدير واحترام وقبول وثقة الجميع.
رجل استثنائي وقائد فذ
يتمتع القائد محمد علي الحوشبي "أبا الخطاب" حفظه الله ورعاه، بكاريزما شاب استثنائي وقيادي من الطراز الفريد، هذا الشاب المليء بالشهامة والنخوة والشجاعة والإقدام تحول منذ العام 2015م إلى مصدر إلهام وظاهرة قيادة فذة قل نظيرها في وطن يرزح تحت المعاناة، وكان من أبرز قيادات المقاومة الجنوبية في محافظة لحج والجنوب إبان إجتياح مليشيات الحوثي عدن، وبرز نجمه خلال انتفاضة الجنوب عام 2015م وتصدر صفوف وطلائع المقاومين الجنوبيين الذين هبوا الى ساحات الشرف والبطولة لمواجهة جماعة الحوثي والتصدي لها، وكان يقود سرية كبيرة من أبطال المقاومة الحواشب في مديرية المسيمير، وكان يعتبر احد الوجوه الجنوبية الشابة التي تموضعت في مكان متقدم لمواجهة مشروع الهيمنة والإحتلال ورفضت الخضوع والخنوع والإذلال وتمسكت بمبدأ الدفاع عن الأرض والعرض والحرية والكرامة والدين".
كان ولايزال وسيظل "أبا الخطاب" رمزا ثوريا ونضاليا خالدا ومتخلدا في ذاكرة الأجيال، وسيبقى أسمه محفورا في وجدان كل وطني حر وغيور، فهو قائد بحجم الوطن يعيش للناس ومنهم وإليهم بسيطا زاهدا ورعا متواضعا وهو في قمة العمل الوطني الشائك والحساس، وسيظل في وجوده وغيابه علما من معالم هذا الوطن مهما بلغت التغيرات والتحديات".
القائد محمد علي الحوشبي، رجل الحوار ومهندس اتفاقات المصلحة العامة، شخصية جامعة، صاحب موقف صلب وثابت، صديق البسطاء ورفيق الكادحين وعمود الرحمة والإنسانية، سيبقى سطرا مضيئا في صفحات التاريخ.
الكثيرون يتحدثون عن القائد محمد علي الحوشبي بالقول: "أبا الخطاب" رمز مقاومة الجنوب وجهبذ الفداء والبطولة والتضحية، يشتاق إليك في غيابك اليوم أصحاب البلاد، يشتاقون لمواقفك البطولية الشجاعة، ولطيبتك ولسماحتك الطليقة، فغيابك عنا يمثل ألما وحزنا لانطيقه، وهذا الإحساس بحجم خسارة غيابك لن يشعر به إلا المحبين والمخلصين والأوفياء لهذا الوطن الغالي، فكيف لايحزن العاقلون على غياب رجل التوافق والصلح والسلام في الحواشب من كان همه الكبير وحدة صف ابناء الوطن وتوحيد كلمتهم".
سننتظر عودتك الينا "أبا الخطاب"، بفارق الصبر وبكل لهفة وشوق، سنبتهل الى الله العلي القدير في كل لحظة ان يمن عليك بشفاء لايغادر سقما، وان يشملك بعنايته ورعايته وحفظه وعينه التي لاتنام، وان يعيدك الى أهلك واحبابك وابناء بلدك سالما غانما وانت تنعم بالصحة والعافية والسعادة، سنداري أحزاننا على فراقك وغيبتك وإن كانت الغصة تخنقنا، وتسكن صدورنا، وعيوننا مفتوحة على اتساع مآقيها أملاً في رجوعك السريع، ما زلنا دونما نوم أو هدوء منذ غادرتنا ابا الخطاب، فخسارة فراقك من النوع الثقيل الذي لايعوض، عد الينا فقد طال الغياب فنحن في أشد الشوق لرؤيتك تقودنا الوطن الى مرافئ الأمن والأمان".