محمد مرشد
عيد الفطر المبارك .. غلاء فاحش يعكر صفو حياة الكبار ويسلب الفرح من وجنات الصغار
يحل عيد الفطر المبارك يوم غد الأثنين وسط مآسي يعيشها أبناء الوطن وفقر سحق الأسر وأحرج الآباء أمام أطفالهم وهم يتطلعون لأشعة شمس أول أيام العيد وهم يلبسون ثيابهم الجديدة ويتناولون حلوى العيد والتنقل للاستمتاع بالحدائق والمتنزهات والمتنفسات، لكن لسان حال أول أيامه يقول بأي حال عدت يا عيد بالذي مضى أم بأمر فيه تجديد.
وبين ما مضى والجديد يظل عيد الفطر لهذا العام بمثابة كابوس شديد الوطأة على غالبية الأسر سواء في العاصمة عدن أو المحافظات الأخرى في ظل ارتفاع الأسعار بشكل رهيب وانهيار العملة وتراجع قيمتها الشرائية وهو ما شكل عبئاً إضافيا على أولياء أمور الأسر في ظل الأوضاع الاقتصادية المضطربة التي أوصلت البلاد الى حافة الهاوية.
جابر عبدالعزيز الحالمي من أبناء لحج رب أسرة يقول بكمد وقهر وحزن وألم لدي سبعة أطفال أكبرهم في الثانوية العامة لهذه السنة وينتظرون أول يوم للعيد للفرح ولبس الثياب الجديدة لكن كل شيء مثلما تشوف في السوق الأسعار مولعة بأضعاف عما كانت عليه ولا يمكن للأسر محدودة الدخل أن توفر كل متطلبات العيد.
ويضيف: أحضر للسوق وأنا على أمل أن اجد شيء رخيص لكن مع الأسف كل البضائع والملابس أرتفع أسعارها وانا مرتبي البسيط لا يستطيع تلبية كل احتياجات الأطفال، مضيفاً بحرقة شديدة: إن كنا ما حصلناش حق الروتي فكيف سنحصل ثمن ملابس العيد.
من جهته يشير عبدالله محمود سالم من ابناء عدن إلى أن الوضع المادي للأسر سيء جدا مع الغلاء الذي اثقل كاهل الجميع وارتفاع الأسعار وهبوط سعر صرف العملة الوطنية مقابل أسعار العملة الأجنبية، وتسائل بألم بالغ قائلاً: كيف بنعمل مع أطفالنا ونحن مش قادرين نوفر لهم حق (المواد الغذائية) وقيمة القوت الضروري.
ويعاني المواطنين في عدن والمحافظات الجنوبية اوضاع معيشية سيئة في ظل تراجع أسعار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار للملابس والسلع الغذائية والمواد الأساسية لحياة الأنسان وعدم قدرة الأسرة على توفير متطلبات أبنائها الخاصة بالعيد.
حيدرة عوض صالح من أبناء محافظة أبين يؤكد بأن الحالة المعيشية للكثير من الأسر متعبة لدرجة لا يمكن أن نتخيلها، مشيرا إلى ان الكثير من العوائل تكتفي في وجبات الإفطار والعشاء على اشياء بسيطة تسد به رمق جوعها في حين غابت من موائد رمضان الوجبات الأساسية التي اعتادت عليها في الأعوام السابقة.
واستطرد: يمثل العيد نكبة كبيرة للأسر الفقيرة والمعدمة ومحدودة الدخل في ظل عدم قدرة الآباء أو من يعولها على توفير متطلبات العيد لأسرته، مضيفا: تخيل أسرة مكونة من تسعة أو عشرة أشخاص في ظل ارتفاع الأسعار كيف يسوي؟! ومن اين سيحصل على قيمة الملابس لكي يفرح أطفاله وعلى حق متطلبات العيد لأسرته في ظل الإرتفاع الجنوني للأسعار.
وشكا الكثير من الأهالي وأرباب الأسر من موجة الغلاء الفاحش التي تجتاح السوق المحلية ومن عبث وجشع تجار الملابس والأزياء والمواد الضرورية، لأفتين الى انهم يتعمدون رفع الأسعار بصورة غير أخلاقية لتعكير مزاج الناس واجواء الفرح بقدوم عيد الفطر المبارك، وحمل المواطنون حكومة معين عبدالملك المسؤولية الكاملة عن ما يحدث من عبث وفوضى واستهتار وحرب خدمات ممنهجة لضرب ومعاقبة الناس واستهداف أساسيات حياتهم.