لماذا تبدو صنعاء اليوم أخطر من طهران 1979
هاني سالم مسهور
رغم مرور أكثر من عقدين على التدخلات الأميركية المباشرة وغير المباشرة في اليمن، لا تزال نتائج المقارب...
من غير المنطقي أن يتم تجاهل الشعب اليمني ، واختصاره بأفراد أو جماعات ، تبرزها الأحداث أو يتم تصعيدها ؛ لتملأ وتتصدر المشهد السياسي ، ويكن لها القول الفصل في مستقبل اليمن ، الذي لن يكن مشرقا ، ما دام من يتحدث عنه ويرسم طريق الوصول له ، حفنة من الباحثين عن السلطة والمال ، المنفذين لأجندة الخارج ، ولو كانت تقف على النقيض من مصالح الشعب اليمني ، الذي يتاجرون بآلامه ، ويستثمرون أوجاعه .
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اليمنيون ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﺤﺮﻭبهم ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃرضهم ﺑﺎﻷﺻﺎﻟﺔ وﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ أيضا ، ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ، ﻭﺑﻘﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﻭﺍﻻﻫﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﻛﺘﻞ ، ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻨﻮﺍ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻻﺟﺘﺮﺍﺡ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺗﺨﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻭﻭﻻﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻋﺴﻜﺮﻱ ، ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﺃﺿﺤﻰ ﺃﻟﻐﺎﻣﺎ ﺗﻤﺰﻕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺃﺭﺿﺎ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﺎ .
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﺿﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺁﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻜﻞ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻭﺧﺮﺍﺋﻄﻪ ﻭﺑﻘﻮﺍﻩ ، ﻭﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻪ ﺗﺸﺎﺑﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ، ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ ، ﺇﻧﻬﺎ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ، ﻓﻼ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺤﻠﻮﻝ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﺸﺄﺗﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺗﺴﻮﻳﺎﺕ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ .