د. وليد ناصر الماس

المنظومة المسلحة الجنوبية وضرورة إصلاحها!!..

الأحداث والقضايا المختلفة التي تبرز بين الفينة والأخرى، خصوصا في السنوات الأخيرة، والتي تتصل بصورة مباشرة بالأمن، تؤكد على ان هناك أولويات قصوى تتطلبها المرحلة الراهنة يأتي استتباب الأمن على رأسها.
ينقسم  الأمن بشكل أساسي إلى قسمين أمن عام ويرتبط بالقضايا العامة للبلد وما يتعلق بهموم المواطنين، وهناك قوات أمنية خاصة (نخبة) تُعنى بمواجهة الإرهاب، فأعمال العنف المختلفة تمثل إرهابا، والمرحلة التي نعيشها اليوم تشهد تنامي وإطراد النشاطات الإرهابية لعدة اعتبارات، ويتعين بالضرورة الاهتمام بهذه القوات اختيارا وتأهيلا وتمويلا، وخلق قنوات اتصال وتنسيق فيما بينها وبقية التشكيلات الأمنية الأخرى، وبما يسهم في الحد من الجريمة بمختلف أشكالها.

وبوجه عام تتطلب القوات الأمنية والعسكرية بصورتها الحالية عملية هندرة (إعادة بناء) ،يجب إدخال تغييرات هيكلية على هذه القوات للرفع من مستوى كفاءتها وفاعليتها، والعمل على بنائها بصورة وطنية. 
بالنظر لهذه التشكيلات نستنتج غياب المعيار المهني والوطني عند عملية إنشائها، إذ يهيمن البعد العشائري والعائلي عليها، فيمكنك بكل بساطة ان تقرأ الكثير من هذه الأخطاء، هناك معسكرات بل وألوية بأكملها تخضع كليا لإدارة أسرة أو قرية، وعلى مستوى الأفراد تجد وحدات بكاملها تنتمي لقبيلة أو منطقة بعينها، علاوة عن افتقار أغلب منتسبيها للتأهيل العسكري، وإقصاء ممنهج للخبرات واستشراء للفساد. الجيوش النظامية في مختلف دول العالم لا تُبنى على هذه المعايير الضيقة، بل ان بقاء هذه التشكيلات المسلحة بهذه الهيئة لا يخدم الهدف الوطني، ويقوض السلم الأهلي للبلد، ويؤسس لمراحل من الصدام ولو على أبعد الآماد.
الجيوش في أي بلد توجد لخدمة الوطن وليس لخدمة مشاريع عائلية أو قبلية أو مناطقية أو جهوية أو حزبية أو للدفاع عن هوية فرعية، وفي هذا السياق ينبغي الحرص كل الحرص على وطنية هذه القوات، لنضمن ولائها للوطن ككل.

مقالات الكاتب