لإنقاذ ما تبقى قبل فوات الأوان،، اليمن بحاجة إلى قرارات جريئة
جهاد وادي
تمر اليمن اليوم بمرحلة هي الأخطر في تاريخها المعاصر، مرحلة تتآكل فيها مؤسسات الدولة، وتتدهور فيها ال...
في البدايات الأولى من عام 2015 وقبل أن تهب عاصفة الحزم كان الشهيد المغوار ثابت مثنى جواس يجمع الرجال من ردفان ويافع وماجادت به القبائل من ذخيرة وسلاح لكبح جماح الحوثي المتقدم من أتجاه العند في الوقت الذي وصل إلى مدينة كريتر والمعلا والتواهي من الإتجاه الشرقي لمحافظة عدن ..
ولإن الحوثي لم يستطع إختراق جبهة الضالع المتينة فكان الإختراق المناسب من جبهة كرش للوصول إلى العند ثم التوجه شمالا إلى ردفان والوصول إلى جبهة الضالع من إتجاه الجنوب..
كان هناك اللواء الركن ثابت مثنى جواس بإسلحة غير متكافئة وتنسيق منظم للمقاتلين مرغوا أنف الحوثي وقوات الحرس الجمهوري في جبهة بله ..
وعندما أُعلنت عاصفة الحزم وقرار التحالف بإنشاء قوات للمقاومة لم يعتمد اللواء جواس على أي خبرات غير خبرات الجيش القديم لتدريب قوات المقاومة ..
كان لي الشرف أن يسند إلي منصب ركن تدريب قوات المقاومة في جبهتي ردفان والمسيمير حيث افتتحنا المراكز التدريبية وبالقاعدة المادية المتاحة وجهزنا قوة عسكرية في فترة قياسية لاتزيد عن عشرين يوم هذه القوة لحقت وعززت المقاتلين ثم تم تسريبهم إلي عدن وقد كانوا ضمن نخبة الجيش الجنوبي الذين أعيد تدريبهم في الإمارات لتحرير عدن.
هذه المرة الأولى التي عملت بها تحت إمرة القائد الشهيد جواس وكان فخرا وشرفا لي للمشاركة في الإعداد القتالي والمعنوي بصورة تطوعية لم نبحث فيها عن المادة والجاه في الدنيا غرضنا صون أرضنا وأعراضنا وكرامتنا....
اليوم طالت لغة الغدر جبل شامخ من جبال الجنوب الأبية وقتلوا نبضة من نبضات القلب الجنوبي الذي لم يبحث طوال الفترة الماضية عن الجاه ذاك الشرف الرفيع الذي جعله محط إعجاب الشعب لم يصارع على الدنيا ولم يبسط على ممتلكات الآخرين ولم يقتل بريئا..
ظل اللواء ثابت مثنى جواس عزيزا عفيفا لم يلتفت لحال بعض المتذبذبين الذين باعوا المبادئ والأخلاق من أجل عرض زائل من الدنيا...
في مقابل المدينة الخضراء كان له شرف اللقاء بربه شهيدا..
نقول للمجرمين والقتلة لن تنالوا منا فبعد كل جواس قتلتموه خلفت نساء الجنوب ألف جواس ومهما فعلتم من قبح للدفاع عن وحدتكم الملعونة فقد ربينا أولادنا طيلة السنين الماضية والحاضرة والقادمة على كراهية الوحدة وغرسنا فيهم حب الوطن الجنوبي..
سيبرز لكم ألف ألف جواس جديد ليقول لكم وحدتكم وعلم وحدتكم تحت أقدامنا مهما فعلتم ومهما قتلتم فهذا الجيل والجيل القادم ليس له مثيل..
ونقول لأمن عدن ..المدينة الخضراء هي رإس البلاء ففيها الأنفاق والورش التي يعد فيها السيارات المفخخة وعليكم بالنازحين المجرمين فكل مصايبنا في عدن منهم ولا تأخذكم بهم رأفة.
من أراد البطولة والتضحية فليتجه الى المدينة الخضراء ومساكن النازحين ومواقعهم وبسطاتهم خيرا لكم من الصراع على بقع الأراضي وقتل الأبرياء من أجل أشباع نهمكم وتركتم العدو يفعل مايريد..
صرخة لكل قائد جنوبي شريف ولكل جندي لم يلتحق بطابور الأفك والنهب ..
الوطن الجنوبي على المحك وقادته وشعبه فهل من غيرة وكرامة..
في هذا اليوم تعيد لكم ذكرى غيرة وكرامة القائد المغوار الشهيد ثابت مثنى جواس في معارك الشرف دفاعا عن الأرض والعرض ضد الإجتياح الحوثي العفاشي عام 2015..