د. وليد ناصر الماس

تداعيات الصراع الطائفي على الجنوب!!.

تكلمنا أكثر من مرة على ان تقسيم البلد إلى دولتين أو أكثر أهون من تقسيمه مذهبيا مع الحفاظ على وحدته الجغرافية بأضيق مفاهيمها، فالتقسيم السياسي يقود إلى حلول للقضية الجنوبية التي تمثل أكثر قضايا البلاد استفحالا، ويؤسس لقيام دولتين متجاورتين تسهمان في تدعيم ركائز السلام والاستقرار في البلدين الجارين والإقليم، على عكس التقسيم المذهبي والطائفي الذي سيفتح أوسع الأبواب لصراع أهلي طويل الأمد.

بعد ان أخذ الحوثيون في نشر الفكر الشيعي في مناطق سيطرتهم بين أتباع المذهب الزيدي، وأيضا لدى انصارهم خصوصا من العوائل الهاشمية، أخذت المملكة السعودية تفكر في تنمية الفكر السني المتطرف لمواجهة التطرف الشيعي، فلم تقصر مشروعها الطائفي على السنة في مناطق الشمال اللصيقة مع الحوثيين كما يجب، بل تسعى بقوة لإقحام الجنوبيين في أتونه، بجعل أبناء الجنوب وقودا لهذا النوع من الصراعات بعيدة المدى، صراع من شأنه استنزاف قدرات وطاقات الجنوبيين وإهدارها في حروب بالوكالة، حروب لن تعود بأقل القليل مما يحلم به أبناء الجنوب في استعادة دولتهم المغدورة، والاستفادة من مقدراتها وبناء إنسانها علميا وفكريا.
الصراع المذهبي والذي بدأت ملامحه بالتشكل سيلحق أفدح الضرر بالجنوبيين وبمستقبل قضيتهم العادلة، التي لن تجد لها موضعا في خضم هذا النوع من الصدامات.
لا نعلم على وجه الدقة لماذا تصر المملكة على جعل أبناء الجنوب طرفا في حربها الطائفية مع إيران، وتغفل في الوقت ذاته عن البحث على حلول مقبولة لقضيتهم الوطنية العادلة، التي لا تبدو مستحيلة.
جر الجنوبيين إلى مربع الحرب الطائفية والذي بدأت المملكة العمل عليه بقوة إنطلاقا من الأرض الجنوبية، سيكون مكلفا للغاية وله تبعات خطيرة، ويجب ان يُقابل بالرفض المطلق من قبل الجنوبيين أفراد ومؤسسات وكيانات.

على السعوديين تقييم مجريات الأحداث بشكل موضوعي، فالوحدة مع الشمال التي رُفضت في ظل استقرار نسبي، لن تكون مقبولة في ضوء فوضى عارمة.

مقالات الكاتب