محمد عكاشة

تخيل الحياة بعد الحرب النووية..

فيما لوحدثت حرب نووية بين الشرق والغرب ، سيكون الأمر مرعبا في أراضي الدول الكبرى في النطاق الشمالي للكرة الأرضية الموت والدمار والحرائق المرعبة وأكوام المدن المدمرة وفناء الحياة فيها
..
أما في جنوب الكرة الأرضية فسيكون الوضع أشد رعبا هنا سيكون الموت البطيئ من وميض قادم يشل حركة طاقات الجسم البشري وإعطابه من الحركة والعمل بالإضافة إلى التلوث البيئي المميت القادم من شمال الكرة الأرضية والمجاعة التي ستعصف بمجتمعات جنوب الكرة الأرضية..

سيرى الناجون بأعينهم عملية تعطل الحياة وشلل تام في كل شي سيلهث الجميع في البحث عن مقومات الحياة ولو في حدودها الدنيا وكسرة الخبز وجرعة ماء ستكون حينها أغلى من قناطير مقنطرة من الذهب الفضة..

لا أحدا يسأل عن قيمة الذهب والفضة ولا عن قيمة النفط ومشتقاته ولا غاز الطبخ لإنه حينها لن يكون موجودا سيصاب الناس بالهلع وهم يبحثون عما يسد رمقهم سيأتي التلوث من شمال الكرة الأرضية ليصيب المزارع وآبار الماء والأنهار سيحدث شتاء قارس كون الإشعاع النووي سيكون سحاب نووي سيحبس أشعة الشمس الدافئة ..

فبدلا من الضحكات والإبتسامات في الأسواق ستجد وجوه مشمئزة عليها الكدر ولن تجد في الأسواق لحظة الهلع مايكون فيه الطموح للأمل والأمنيات ..
ستصبح الشركات التجارية مجرد أبنية جوفاء خاوية على عروشها والمحلات التجارية مغلقة لإنه لايوجد فيها مايستحق التجارة وطلب العيش..
المدن السالمة سيهرب منها الناجون إلى مناطق أخرى للبحث عن الماء والطعام ستكون المنازل فارغة لن تجد من يستأجرها لإن الناس أما وقد ماتوا من التلوث أو هجروها والأراضي لن يشتريها أحد سيقول كل فرد نفسي وأولادي فقط فيبحث كيف يعيش ولو في كهف..

سينتهي النفط بكل مشتقاته وترى الهوامير التي كانت تتصارع على حقول النفط هاربة منها تبحث عن كسرة خبز وجرعة ماء..
وستجد جميع السيارات مركنة على الطرقات وبجانب المنازل يلعب فوقها وبداخلها الأطفال..
وستتمزق الملابس على الأجساد حتى يبحث الشخص على رقعة قديمة يرقع بها ملابسه ..
لعله يحتفظ بالآبرة وشي من الخيوط..

سيعود الناجون إلى الإحتطاب لطهي الطعام فيما لو وجد منه اليسير.. أو ربما يصطاد البشر الحيوانات ليأكلوا لحومها من أجل البقاء حتى لو كانت محرمة..

ترى كم من الزمن ستحتاجه الأرض كي يزول منها السحاب النووي وينتهي بعض التلوث ليعيش ماتبقى من البشر على وجه الأرض..
حينها سيبدأ الناس بزراعة الأرض وضخ الماء من الآبار بالأدوات القديمة وسيصنعون الفئوس ومعاول الحراثة ولو من الأحجار الحادة..
لن ترمى جلود الحيوانات سيعيدون دباغتها وصنع أوعية لحفظ الماء والطعام..
سيجز الناس الصوف من جلود الحيوانات ويحاك به مفروشات أقل قيمة من المفروشات القديمة في العصر الحجري..
ستصنع النساء آلة الغزل الصغيرة لغزل القطن وسيصنع الرجال آلة النول ستكون متخلفة لكنها تفي بالغرض ثم يصنعون الملابس البيضاء فيبحثون عن صبغة الألون..

سيقطعون الحجارة المسطحة لصناعة المطاحن التي تطحن القمح ومختلف الحبوب بعد موسم زراعي يكون فيه الشك كيف ستنمو حبوبه ..سيأكلها الناس ..
ويلبسون الملابس البدائية ويفرشون الحصير من سعف النخيل وصوف اليهائم..

سيبحث. الناجون عن وسيلة لتعليم أطفالهم القرائة والكتابة بعد دمار الجامعات والمدارس ستعود الحياة رويدا رويدا ولكن أشبه بالعصر الحجري قبل عشرة آلاف عام..

ما أشنع الحرب النووية إذا حدثت..
نسأل الله العافية والسلامة..

مقالات الكاتب