ظاهر الصراع السني الشيعي
موسى الربيدي
يُعد الصراع السني الشيعي من أقدم الظواهر الدينية والسياسية في العالم الإسلامي، وهو ليس ظاهرة عابرة ي...
استلهمت عنوان مقالي هذا من عنوان قصة (في بيتنا راتو) للأديب العدني الصديق الملهم عمر أحمد بلفقية..
الذي أبدع فيها إبداع كبير عن قصة الفأر الصغير الذي ربوه في غرفتهم هو وأخيه وأغدقوا عليه بالطعام حتى كانوا يتسللون إلى الثلاجة ليأخذا منها الجبن لإطعام الفأر راتو ..
الفأر راتوا شعر بالنعيم وحياة الترف الذي أحاطوه به الأخوين الصغيرين الذين كانا يأخذان من حصة أهل البيت من الجبن لإطعام الفأر..
كبر الفأر راتو حتى بلغ أشده فبدأ بالعبث بكل محتويات البيت يقرض الملابس وأكياس الطعام فيفسدها وأسلاك الهاتف وكل شي قابلته أسنان الفأر راتوا عبث بها وأحال البيت إلى جحيم لايطاق..
فماهو الدواء الناجع لهذا الفأر..؟
راتو 48 وكم منهم عشرات الإلاف ممن هاجروا من مناطق الشمال في أربعينيات القرن الماضي..
هذا ماقصده الأديب عمر بلفقية في قصته الرائعة ( في بيتنا راتو)
لقد أحسن الجنوبيين إليهم وأخرجوهم من قوقعة الأمامة وسطوة القهر الذي داس عليهم الإمام بكل عنفوان ..
أخرجهم الجنوب والجنوبيين من حالة الفقر المزري والخوف الدائم وساووهم بأبناء الجنوب الأصليين وأهلوهم للدراسات العليا في الجيش والجامعات ومنح دراسية خارجية وأوصلوهم إلى سدة القرار السياسي في مدينة عريقة لم تعرف العنصرية ..
التعايش السلمي سماتها..
فماذا حدث ..
منذ عام الإستقلال وهم يعبثون في الجنوب تنكروا لكل مافعله معهم الجنوب والجنوبيين وعضوا اليد التي امتدت لهم بالخير والرحمة وأصبحوا أسوأ وأحقر من فأر مدلل أكل على أهل البيت طعامهم برضاهم فلما كبر عبث بكل محتويات البيت..
نادينا السيئين منهم وهناك بعض الخيرين وقلنا لهم حسبناكم جنوبيين وأعتمدناكم من أهل الأرض فمايكون هكذا الجزاء فلماذا لايوجد في عروقكم الوفاء لمن أوفى معكم..
ياترى هل هي الخيانة وراثة ورثتموها كابر عن كابر حتى أصبحتم لاتوالون إلا جلاديكم وتحبون من يدوس على رؤسكم وأعناقكم ولاتحبون أهل الوفاء والكرم ..
كتبت عدة مقالات وأوضحت لكم ماصار للفلسطينيين في أيلول الأسود عندما حاولوا الإنقلاب على ملك الأردن وحكومته ومحاولة طمس هوية الأردن الذي آواهم وأكرمهم بعد أن اغتصب اليهود أرضهم إلا أنهم أبوا إلا أن يعضوا اليد التي امتدت لهم بالخير فكان جزائهم الفناء من الأردن وأصبحت الأردن ملك أهلها..
وكثير من الأمثلة ضربناها لكم كي تعيشون بسلام نعتبركم من أبناء الجنوب إذا كففتم يد الأذى عنا أما لو استمريتم كالفأر راتو تعبثون بالأرض التي آوتكم وأكرمتكم وأهلتكم وعلمتكم وأوصلتكم إلى أعلى المناصب..
ألا فاعلموا أن مصيرا ينتظركم أشد من مصير الفلسطيننين في أيلول الأسود..
ومصير أشد من مصير عرب زنجبار في تانزانيا..
ومصير أشد من مصير اليهود في عدن عام 47..
كل مانطلبه من المجلس الأنتقالي هو تفعيل المنظمات الجماهيرية ولجان الأحياء والمدن في مدن الجنوب وريفه ليكونوا الرديف المتكامل في حالة إستمرار العبث من فئران 48 وأربعين أو من النازحين الذين يتباهون بهم هؤلاء الفئران ويعبثون بأرض الجنوب فسادا..
هذا المصطلح لم أحبذ في كل كتاباتي أن أشير إليه لكن مايفعله الإخوة العاضون على أيدي الخير التي أمتدت لهم لايجب السكوت عليه..
فحالة الشعب الجنوبي اليوم في عدن وغيرها في الحضيض من فقر مدقع وعوز وحرمان من أبسط سبل العيش وقطع الخدمات والمرتبات والنازحين ومن يؤيدهم من فئران 48 يستلمون المرتبات بالعملة الصعبة والإغاثات وتربعوا على هرم جمعيات السحت واللصوصية ولسانهم أطول منهم ويخبئون في جحورهم آلة الموت وإذا سنحت لهم الفرصة خرجوا إلى الشوارع يتظاهرون ضد الجنوب وقضيته وعلمه ويرفعون علم الوحلة المشئوم..
المنظمات الجماهيرية ولجان الأحياء من الجنوبيين المخلصين مطلوب تفعيلها ومايرهب هولاء المأجورين إلا عندما يشعرون أنهم مراقبون وكل حركاتهم تحت المجهر..
فعيشو بصمت وإلا فأن القادم أشد وأمر والجنوبيين لن يفرطوا في أرضهم..
رفعت الجلسة