محمد عكاشة

لن تندلع حربا بين روسيا والغرب..

المتأمل لحالة الصراع الظاهر والمد والجزر بين الغرب وروسيا يظن أن الحرب على الأبواب وخاصة عندما يتوقع محللي مركز الدراسات الأمريكية أن الحرب ربما تندلع قبل العشرين من شهر فبراير من هذا العام ..

الروس لايبحثون عن موطئ قدم وليس لهم أطماع في أراضي الآخرين ، كلما هنالك أن الروس يبحثون عن أمنهم القومي في إطار الدول التي كانت تشكل الإتحاد السوفيتي سابقا..

أمن روسيا يتمثل بعدم إدخال أي دولة كانت تشكل الإتحاد السوفيتي سابقا واليوم تشكل هذه الدول الخمسة عشر كتلة من الكومنولث المشترك وهناك إتفاقيات بعد أنفصال هذه الدول لها حرية إختيار الكتلة الإقتصادية لكن ليس من حقها الأنظمام. إلى حلف شمال الأطلسي الذي كان معاديا لحلف وارسوا..

الجيش الروسي يخضع مباشرة للرئيس الروسي فلادمير بوتين لكن الجيش الأمريكي لايخضع للرئيس الأمريكي جو بايدن..

الجيش الأمريكي يخضع لقيادة البنتاجون وقادة البنتاجون كالمجلس العسكري هو الذي يقرر تلبية أوامر الرئيس الأمريكي سواء السابقين أو الرئيس الحالي أولا..

الجيش الأمريكي قبل الإنخراط في أي عملية عسكرية يدرس ماهية المصلحة من هذه الحرب وهل توجد مصلحة من معركة بين روسيا من جهة وأمريكا والدول الغربية من جهة أخرى وهناك عملاق يتربص بالجميع للأيقاع بهم في حفرة عميقة لن يخرجوا منها فيما إذا اندلعت حرب بينهم وهي الصين وحلفائها إيران وكوريا الشمالية وألمانيا..

هذه هي الحقيقة مهما أكثر بايدن من حماقته مع نباح ألمانيا ضد روسيا..

تتضح الصورة جليا أن الدولتين تسعران حرب مدمرة قرار هذه الحرب ليس بيدهما فالصين تتربص بروسيا وتتمنى لها الدمار من أجل السيطرة على سيبيريا الغنية بالغاز الطبيعي التي تدعي بالحق التاريخي فيها..

وكذلك تتربص الصين بدمار أمريكا وحلفائها من اجل سهولة السيطرة على طريق التجارة العالمية وتنفيذ مخطط معسكر العولمة بالبسط الكامل على المحيطين الهادي والهندي...

أما إيران فحلمها الأزلي عودة الإمبراطورية الفارسية وهذا مالم يسمح به تحالف الجيوش الذي سيشكل قريبا من روسيا وأمريكا كون الثروة والممرات المائية في شبه الجزيرة العربية ومصر ..

أما ألمانيا فبذور النازية قد أثمرت وقد أصبحت براعم كتلة اليمين المتطرف تسعى لإعادة نفوذ الأمبراطورية الألمانية لتتقاسم مع الصين مناطق نفوذ ويكون من نصيب ألمانيا المحيط الأطلسي..

حتى وأن كان الرئيس بايدن أحمق وهومجرد دمية بيد السي آي إيه التي اخترقتها المخابرات الصينية لتعمل لصالحها وهي من أوصل جو بايدن لسدة الحكم..

إلا أن الجيش الأمريكي له كلمة الفصل قيادة ومخابرات منظمة فمن يملك الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية هو الجيش الأمريكي وليس المخابرات الأمريكية..
ومن يملك الزر النووي للصواريخ النووية هو الجيش الأمريكي. 
ومن يعقد صفقات السلاح مع حلفاء أمريكا هو الجيش الأمريكي...
ومن يملك وكالة الأمن القومي الأمريكي هو الجيش الأمريكي..

فمثل مانتزعت روسيا كازاخستان من الوقوع في حضن الصين ستنتزع روسيا أوكرانيا من الوقوع في حضن تحالف الشر الصيني الألماني الإيراني...

لذلك فلن تندلع الحرب بين روسيا وأمريكا وحلفائها...

فهذا تحالف اللحظة ضد الخطر الأكبر الذي يتهدد روسيا وأمريكا..

أما أيران فإن ضربة الجيوش المتحالفة ستدمرها قبل أن تفكر بضرب جيرانها..

سينتهي شهر فبراير من هذا العام ولن تندلع الحرب وستشكل التحالفات الجديدة التي ستدخل روسيا حليفا للغرب بعد تفكيك حلف شمال الأطلسي وصناعة تحالفات جديدة ضد الخطر الأكبر..
الصين ألمانيا إيران كوريا الشمالية..

مقالات الكاتب