نعمة علي أحمد السيلي

الأحكام المسبقة

نعمة علي أحمد السيلي

الأحكام المسبقة على الآخرين هو نتاج طبيعي ورد فعل عاطفي في كثير من الأحيان لا يصدر عن تفكير وتقدير للحالة ؛ بل ربما يصدر عن قناعة مسبقة تجاه الآخر بسبب اعتقاد ذاتي بأن الآخر دونه في المرتبة الاجتماعية أو الثقافة.

فينشأ شعور غير متوازن تجاهه ربما يغلب عليه عدم الرضا عن ذلك الشخص أو المجموعة التي ينتمي إليها  وهو ما يعني نظرة ظالمة تجاه ذلك الشخص أو مجموع الأشخاص وهو حكم لم يقم على حقائق وبينات حكم  دون معرفة مسبقة بهم لأنك أعطيت لنفسك الحق في اتهام الآخرين  وتخوينهم  والتعصب تجاههم وربما  تكتشف عدم صواب حكمك عليه ﻻنك بنيت موقفك أو رأيك أو شعورك تجاه ذلك على تقدير شخصي أو معلومات نقلتها عن شخص ما وعبرت من خلال المعرفة المباشرة للجماعة أو الفرد بالرغم من أنها معرفة قائمة على السطحية وهذا له تأثير سلبي على طريقة التعامل مع الآخر وما نتج من تحامل يعبر عن موقف عدائي أو رافض لموقف شخصي يختلف أو تختلف معه في الأنتماء والتوجه والرأي والاعتقاد وتصف الآخر وفقا لتصورات جاهزة تؤكد ثنائية نحن / الآخرون  الخير /الشر وهي قائمة على نظام القيم والمصالح وعلى الحاجة للتمييز تجاه جماعة معينة لتبرير المواقف العدائية   فالأحكام المسبقة تميل إلى تبسيط الواقع الاجتماعي وأنكار ما  يعتمل به من تعقيد وتعددية وتناقض وتقاطع مصالح فنحن اليوم نعاني أكثر من أي وقت مضى من الأحكام المسبقة التي تشرعن وتصبح أكثر قوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأحكام المسبقة على شخص يعني حددت موقفك ووضعت حاجزاً ببنك وبينه وبين عقلك وبصيرتك لأنك حددت موقفك المسبق منه والغيت أمكانية تفكيرك بعقلانية                      فالأحكام المسبقة والتعصب هما  في العادة من أصعب ما يمكن معالجته حتى وأن كان بالأمكان تغيير الآراء الشخصية خلال التوعية  لأنه لابد من وجود خط فاصل بين التعليم  والتوعية والاقتناع العقائدي أيضا تحديد خط فاصل بين التسامح والتعصب وهذا ما نعانيه في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها والتي أثرت سلبا على طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض لتدني الوعي الذي هو المسبب الرئيسي للتعصب والأحكام المسبقة.

مقالات الكاتب