عفاف سالم

صبراً آل البير ... فالغريق بمنزلة الشهيد

وكالة أنباء حضرموت

صباح الجمعة شاهدنا الفيديو الذي وثق حادثة الغرق لأبناء البير

الفيديو أردف بصورة للطفلتين الجميلتين بصحبة والدهما قبل ان تفارقا الحياة

والد الطفلتين برفقة اخيه قررا الاتجاه للبحر للاستمتاع بالجو الجميل الذي اعقب المطر

وفعلاً اتجها لقضاء وقت ممتع علئ ساحل البحر  واصطحبا الطفلتين  

ولشدة حبهم للبحر وزرقته والموج وزبده لم يكتفيا بالمكوث علئ الساحل والاكتفاء بالمشاهدة عن بعد بل قررا كغيرهم مداعبة امواج البحر عن قرب

لم يعلما انه كان الوداع الاخير للبحر والموج والبشر وانه قد اقترب موعد الرحيل

لم يعلما ان موجة قادمة من البعيد قد ارسلت اليهم لتصطفيهم من بين الموجودين ثم سيعود للبحر سكونه بعد ان  قضى الله امره

سبحان الله كيف تحول ذلك المشهد التأملي الترفيهي الى مشهد اليم عندما اتت تلك الموجة بأمر ربها وصيحات الانقاذ لم تفلح في رد قدر الله

اتت تلك الموجة لتقطع صلتهم بالدنيا وتنقلهم الئ الاخرة علئ عجل

في دقائق معدودة غدوا جثث هامدة  اغتسلت وتطهرت بمياه البحر الذي احبته ارواحهم وتعلقت به وكان اخر مشهد بالمقطع للزوجة او الأم المفجوعة مؤثراً  

مؤكد انه امر الله الذي لا راد له والرسول عليه الصلاة والسلام قد ذكر ان الغريق بمنزلة الشهيد لما تلاقيه النفس من تبعات الغرق

لقد طويت صفحتهم واسدل الستار عن حياة كانت حافلة بالانضباط لشخصيات كانت محبة للعمل متفانية  في اداء الواجب شخصيات صاحبتها البراءة ( الطفلتين ) في الرحيل وشاركتها لحظات الوداع الاخير لكل متعلقات الدنيا الفانية

رحم الله بسام الهندي واخيه مراد وتغمدهم بواسع رحمته والهم اهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان

وماتنسوا الصلاة والسلام علئ اشرف الانبياء والمرسلين

عفاف سالم

مقالات الكاتب