أ. خالد العاقل

دخول محافظة حضرموت طوعيا وسلميا لا مرغمة بقوة الحديد والنار لا يخدم القضية الجنوبية

وكالة أنباء حضرموت

الاحتشاد والذهاب بالقوات الجنوبية إلى محافظة حضرموت، والتزمت والتهديد بالنصر من قبل القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وكأنها ذاهبة لملاقاة العدو الإسرائيلي .
لم تتعلم الدرس ولم تستيقظ من غفلتها، ولم تفهم من الدروس السابقة التي قامت بها من التعدي والفتنة وقتل شباب الجنوب من دون أي مبرر أو من دون اي هدف يذكر لماذا قامت بالحرب في شقرة والشيخ سالم، وكم من الضحايا وجرحى الحرب من الجانبين، أن كان الضحايا من القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي، أو كانت الضحايا من الطرف الآخر  المحسوبة على الشرعية، فكلا الأطراف جنوبية جنوبية، إذا ما الذي استفادوه القيادة من تلك الحرب الذي راح ضحيته الآلاف من أبناء الجنوب ، وما الذي استفاده أبناء الجنوب عامة من هذا الحرب ، فالقاتل والمقتول من أبناء الجنوب ، فلم يكن الجنوب منتصرا في هذه الحرب التي لا داعي لقيامها البتة، غير أعداء القضية الجنوبية هم المنتصرين فيها، وإضعاف القوات الجنوبية ، يعد انتصارا كبيرا لأعداء القضية الجنوبية.
ف الشاهد من سيناريو حرب الشيخ سالم محافظة أبين ، يعود إليوم وبكل وقاحة وغباء من القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية في التعدي والإهانة لأبناء حضرموت الابية، وكأنهم لم يعتبروا ولم يتعضوا من الدروس السابقة ، التي تدمر وتقتل الأنفس الجنوبية بعضها ببعض ، وكأنها لم تملك الطرق والأساليب المختلفة للوصول للحلول وتذليل الكثير للمعوقات والاختلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي، ومجلس تحالف قبائل حضرموت ، الذي يعارض وبكل قوة وثبات، سياسة المجلس الانتقالي الذي فشلا فشلا ذريعا في المحافظات الجنوبية الذي يسيطر عليها وخاصة في العاصمة عدن ، ولم يقدم نموذجا يحتذى به ، حتى تدخل المحافظات الجنوبية تحت لوائه وسيطرته، وهي تنظر وترى إلى الحالة التي وصلت فيها العاصمة عدن ، من قتل واخفاء لمن عارض سياستهم أو انتقد سياستهم الفاشلة في العاصمة عدن وأبين ولحج ولم يقدموا نموذجا يحتذى به ، ويعيش أبناء تلك المحافظات بعز وكرامة عكس ما يمروا به حاليا، ويعكس سياستهم الفاشلة وما يدعون به من أقوال في إستعادة الدولة ، فافعالهم تخالف اقوالهم ، والشواهد كثيرة لا أعتقد أنها تخفى على ذو لب حليم، فاحوال البلاد والعباد لسان حال ما وصلنا إليه بسبب سياستهم الهوجاء وتكريس المناطقية والعنصرية والذهاب للأحكام العرفية وأحكام القاب هي سيدة الموقف في تلك المحافظات الجنوبية.
يا قيادتنا السياسية والعسكرية في المحافظات الجنوبية انشروا مبدأ التسامح والعفو والصفح عن الجاهلين، انشروا مبدأ السلام والصلح بالتي هي أحسن بين أبناء الوطن الواحد، انشروا مبدأ الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
[ ] يا قيادتنا الجنوبية السياسية والعسكرية ، لا تحشدوا القوات الجنوبية في محافظة حضرموت لضرب وقتل وتدمير قواتنا الجنوبية بعضها البعض ، فلم يكن هناك أحدا منتصرا بهذا الحرب إلا أن يكون المنتصر في هذا الحرب هم أعداء أبناء الجنوب الحر والمتربصين لوأد القضية الجنوبية، فالقاتل والمقتول كلاهما من أبناء الجنوب ، فلا خاسر في هذا الحرب الا خسران الوطن لأبنائه وتدمير الخدمات الأساسية في محافظة حضرموت ، فآثار الحرب ستبقى آثارها الدموية ولو بعد حين.
قيادتنا السياسية والعسكرية الجنوبية ، أدخلوا محافظة حضرموت ، سلما لا حربا ، انشروا مبدأ السلام والإخاء والمحبة والتسامح وانشروا مبدأ العدل والمساواة الإجتماعية والحكم بالنظام والقانون، وتوفير الخدمات الأساسية لكل أبناء الجنوب الحر.
يا قيادتنا السياسية والعسكرية الجنوبية ، احتشدوا وارفعوا الجاهزية القتالية ضد الفساد الإداري والمالي المستشري في مفاصل جميع مؤسسات الدولة.
احتشدوا وارفعوا الجاهزية القتالية ضد الرشوة والمحسوبية ، والعنصرية المقيتة ، احتشدوا وارفعوا الجاهزية القتالية لتطبيق النظام والقانون وردع وزجر كل من يخالف النظام والقانون ، وقتل وسفك دماء الأبرياء ، وظلم ونهب واستحوذ على حقوق أبناء الجنوب من دون وجه حق.
احتشدوا وارفعوا الجاهزية القتالية ، بتوفير الخدمات الأساسية الخدمية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية في المحافظات الجنوبية ، ستجدوا كل أبناء الجنوب يدخلون تحت لوائكم طائعين غير مجبورين أو كارهين.
أتمنى من قيادتنا السياسية والعسكرية أن يهتدوا إلى القيام بالعمل والفعل الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى، فكلكم مسؤول وكلكم راع عن رعيته ،ولا تأتمروا بما يأمركم به  الشيطان ويغويكم ويضلكم عن الطريق المستقيم.
لا للحرب نعم للسلام،  لا للجدال من فوهة البندقية والرصاص، نعم للجدال بالتي هي أحسن والجدال  بالموعظة الحسنة .
لا للدخول تحت لوائكم مرغمين مذلولين مقهورين بقوة الحديد والنار، نعم للدخول تحت رأية الجنوب سلمياً وطوعيا وحب الإنتماء والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية لأبناء حضرموت خاصة وأبناء الجنوب عامة.

مقالات الكاتب