أخطر تهديد محدق بالنظام الإيراني؟

أخطر تهديد محدق بالنظام الإيراني؟

وكالة حضر موت

يحرص النظام الإيراني کثيرًا على الأمور والمسائل المختلفة المتعلقة بالاوضاع الداخلية السائدة لأنه رأى ويرى فيها التهديد الاخطر المحدق به، ولاسيما وقد واجه 4 إنتفاضات عارمة کادت أن تطيح به، وبحکم إهتامه المفرط بالاوضاع الداخلية وتطوراتها فکأن لسان حاله يقول إن عدوه وخصمه اللدود يتواجد في داخل إيران ويتمثل في الشعب الإيراني وبشکل خاص الاجيال الشابة منه.
منذ بداية تأسيس النظام الإيراني الذي أفرط کثيرًا في الرهان على الممارسات القمعية من سجون وتعذيب وحملات إعدامات وبشکل خاص تلك التي يتم تنفيذها أمام الملأ، فإن رهانه هذا کان لأنه يعلم بکونه عاجلا أم آجلا سوف يصطدم بالشعب عموما وبقواه الوطنية المخلصة الرافضة للدکتاتورية والاستبداد، بل وحتى إنه قد بذل أقصى ما بوسعه من أجل عدم مواجهته لثورة کتلك التي أسقطت سلفه نظام الشاه.
ومن دون شك ولئن کان للنظام قاعدة عريضة من المعارضين من مختلف المشارب والاطياف، لکن لم تکن هناك معارضة وطنية تمکنت من أن تشکل ليس مجرد صداع بل وحتى تهديدا وجوديا کما کان الحال مع منظمة مجاهدي خلق، ولاسيما وإنها وإن کان معظم شرائح الشعب الشعب الإيراني ينتمون بين صفوفها لکن تميزت بإنجذاب الاجيال الشابة لها وهو الامر الذي أقلق النظام الإيراني کثيرا ولاسيما وإنه قد قام بحملات واسعة النطاق من أجل التشکيك في المنظمة والطعن بأفکارها وتوجهاتها والسعي لإظهارها کتنظيم معاد لإيران وللشعب الإيراني، غير إن هذه الحملات وعلى الرغم من کثافتها وترکيزها غير العادي على الاجيال الشابة وعلى أولياء أمورهم من أجل الحيلولة دون إيمانهم بأفکار ومبادئ مجاهدي خلق والابتعاد عنها، إلا إن هذه الحملات لم تحصد في نهاية المطاف سوى الخيبة والخذلان، وإن شبکات وحدات المقاومة ووحدات الانتفاضة وشباب الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران والتي قوامها من الشبان والشابات الإيرانيات دليل إثبات ملموس من الواقع على فشل النظام في بناء حاجز بين الاجيال الشابة وبين مجاهدي خلق.
ما يقض مضجع النظام الإيراني ويسبب له الکثير من المعانات، إن مجاهدي خلق لم تتمکن من کسب الشباب والشابات الإيرانيات الى صفوفها في داخل إيران بل وحتى خارج إيران أيضا، وإن التظاهرات والتجمعات الکبرى التي تقوم المنظمة بتنظيمها في مناسبات مختلفة ضد النظام في العواصم والمدن الغربية حيث يشارك فيها أعدادا کبيرة من الاجيال الشابة بل وحتى إن مظاهرة بروکسل الاخيرة في السادس من أيلول الجاري بمناسبة الذکرى ال60 لتأسيس منظمة مجاهدي خلق والتي شارك فيها عشرات الالاف من الإيرانيين، فإن الذي لفت نظر الاوساط الاعلامية إن الاغلبية العظمى من المشارکين في المظاهرات کانوا من الاجيال الشابة.
الملاحظـة المهمة هنا والتي يجب أخذها بنظر الاعتبار، هي إن النظام الإيراني وکما أشرنا في بداية هذا المقال قد راهن على الممارسات القمعية والاعدامات في سبيل بقائه والمحافظة على نفسه وردع معارضيه، لکن وعلى النقيض من ذلك، فإن مجاهدي خلق راهنت على شعبيتها في داخل إيران ولاسيما بين الاجيال الشابة ومن الواضح جدا بأن هذه الاجيال تمثل المستقبل والمحور الاساسي لحرکة التطور في المجتمعات، ولذلك فإن الذي صار يبدو واضحا وبعد أکثر من 4 عقود من المواجهة والصراع بين النظام والمنظمة، إن الاخيرة راهنت على التطور والمستقبل.
ومن الجدير بالذكر أن إحصائيات الإعدامات التي نفذت بلغت ما لا يقل عن 800 حالة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الهجرية الشمسية (من 21 مارس إلى 17 سبتمبر)، وذلك وفقاً لآخر بيان صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يوم الأربعاء 17 سبتمبر.
واحتجاجاً على القمع المتزايد وتصاعد وتيرة الإعدامات في إيران، سوف يعبر الإيرانيون عن غضبهم خلال مظاهرة في يومي 23 و 24 سبتمبر ضد مسعود بزشكيان و حضوره في الأمم المتحدة وتقاعسه عن اتخاذ أي إجراء تجاه الإعدامات المتزايدة. صيحاتهم هي: لا للإعدام ووقف الإعدامات في إيران.
وبطبيعة الحال، فإن المطلب الرئيسي للشعب الإيراني هو إسقاط كامل نظام ولاية الفقيه، ذلك أن الشعب والمقاومة الإيرانية يؤمنون بأن هذا النظام، ما دام في السلطة، لن يكف عن القمع والإعدام.

مقالات الكاتب