السمن قوة والعسل حلوّة !!
د. عبده يحيى الدباني
منذ صغري وانا اسمع في القرية هذا المثل : ( السمن قوة والعسل حلوة)، والمثل هنا يُفضل &nbs...
في الوقت الذي يتطلب فيه الجنوب إعلامًا وطنيًا حرًا ينقل الحقيقة ويدافع عن قضاياه، تتعرض قناة عدن المستقلة لحملات ممنهجة من التشويه والتشكيك، في محاولة مكشوفة لإسكات الصوت الجنوبي الذي لا يرضخ للإملاءات ولا ينحني للعواصف.
فالهجوم على قناة عدن المستقلة لا يمكن قراءته بمعزل عن الدور الذي لعبته القناة في كشف ملفات الفساد، وفضح ممارسات القوى المعادية للقضية الجنوبية، ناهيك عن التزامها بنقل معاناة المواطنين من أرض الواقع، دون تزييف أو تجميل.
القناة لم تكن يوماً أداة في يد طرف سياسي خارجي، بل كانت – ولا تزال – منبراً للجنوب وأبناء الجنوب، ومرآة تنقل الصوت الشعبي إلى حيث يجب أن يُسمع.
لذا، فإن الهجوم الذي تتعرض له القناة اليوم، هو في جوهره هجوم على حرية الكلمة، ومحاولة بائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى زمن الإعلام الموجه والرسائل المُعلبة.
من يقف وراء هذا الهجوم؟ الإجابة تكشف نفسها حين نراجع تقارير القناة، وضيوفها، ومواقفها.
فقد فتحت القناة أبوابها لأصوات مغيبة، ووضعت يدها على مواضع الألم الجنوبي الحقيقي.
وهذا بالضبط ما أزعج أولئك الذين يرون في الإعلام الحر تهديداً لسطوتهم ومصالحهم.
ولعل اللافت أن الهجوم لا يقتصر على النقد البناء – وهو مشروع – بل يأخذ شكل حملات تنمر رقمي، وموجات تشويه متعمدة، وتلفيق للأكاذيب، وهو ما يفضح نوايا الجهات التي تخشى الحقيقة.
في زمن يُراد فيه للإعلام أن يكون أداة ترويج لا منصة وعي، تصبح قناة عدن المستقلة شوكة في حلق الطامعين، وصوتًا لا يُشترى.
ولهذا بالذات، يجب أن تُحظى بالدعم الشعبي، والتضامن الجنوبي الواسع، لأن معركتها ليست معركة إعلام فقط، بل معركة وعي وهوية.