فشل النظام الإيراني في اليمن

زوال الحوثيين وفشل النظام الإيراني في اليمن

وكالة حضرموت

بقلم: أحمد المسیبلی مستشار وزير الإعلام اليمني - إعلامي وسياسي مستقل

في ظل الضربات الجوية الأمريكية المكثفة على مواقع الحوثيين، وانهيار دعم النظام الإيراني لهم، يعيش اليمن لحظة تاريخية حاسمة. الشعب اليمني، الذي يعبر عبر منصات التواصل الاجتماعي بهتاف "الحسم العسكري هو الحل"، يرى أن الفرصة سانحة الآن لتحرير العاصمة صنعاء. هذا المقال يركز على زوال نفوذ الحوثيين، تخلي إيران عنهم تحت الضغط الدولي، وواجب الحكومة الشرعية وجيشها الوطني لاغتنام هذه الفرصة الذهبية لقطع يد إيران من اليمن.

جماعة الحوثيين، التي سيطرت على صنعاء عام 2014 بدعم إيراني، تواجه اليوم ضغوطاً غير مسبوقة. الضربات الجوية الأمريكية، التي بدأت كرد فعل على هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ 2023، دمرت مخازن أسلحتهم وقواعدهم في صنعاء والحديدة. تقارير تشير إلى مقتل قادة ميدانيين بارزين وخسائر كبيرة في صفوفهم، مما أضعف بنيتهم العسكرية بشكل كبير. هذه الهجمات، التي استهدفت بنية تحتية حيوية للجماعة، جعلت الحوثيين في موقف دفاعي، غير قادرين على تنفيذ هجمات مضادة فعالة.

داخلياً، يعاني الحوثيون من فقدان الدعم الشعبي. سياساتهم القمعية، مثل فرض الإتاوات وتجنيد الأطفال، أثارت غضب اليمنيين. تقرير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية (2024) يشير إلى انهيار الاقتصاد في مناطق سيطرتهم، مع تفاقم الأزمة الإنسانية. هذا الضعف يجعل الحوثيين عرضة لانهيار سريع في مواجهة هجوم عسكري منسق.

فشل النظام الإيراني وتخليه عن الحوثيين

كانت إيران ترى في الحوثيين أداة لتوسيع نفوذها في المنطقة، لكن هذا المشروع يتهاوى اليوم. الدعم الإيراني، الذي شمل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، لم يعد كافياً لإنقاذ الحوثيين. تحت ضغط الضربات الأمريكية والعقوبات الدولية، اضطرت إيران إلى تقليص دعمها، تاركة الحوثيين في مواجهة مصيرهم. تقرير الأمم المتحدة (2020) أكد تورط إيران في تسليح الحوثيين، لكن الضربات الأخيرة دمرت معظم هذه الأسلحة، مما يعكس فشل طهران في حماية حلفائها.

النظام الإيراني، الذي يعاني من أزمات داخلية وتدهور اقتصادي، لم يعد قادراً على تحمل تكلفة دعم الحوثيين. هذا التخلي يظهر بوضوح في تراجع شحنات الأسلحة والتدريب، مما يعني أن الحوثيين أصبحوا معزولين عسكرياً وسياسياً. هذا الوضع يمثل فرصة نادرة لإنهاء نفوذ إيران في اليمن نهائياً.

واجب الحكومة الشرعية: تحرير صنعاء الآن

الظروف الحالية تضع الحكومة الشرعية والجيش الوطني اليمني أمام مسؤولية تاريخية. الحوثيون في أضعف حالاتهم، وإيران عاجزة عن إنقاذهم. هذه الفرصة لن تتكرر، والتأخير في اتخاذ قرار عسكري حاسم قد يعطي الحوثيين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم. الجيش الوطني، بدعم من المقاومة الشعبية وقوات طارق صالح على الساحل الغربي، يمتلك القدرة على شن هجوم منسق لتحرير صنعاء.

 

التقدم العسكري في جبهات مأرب وتعز يظهر أن الحوثيين لم يعودوا قادرين على الصمود. الضربات الأمريكية توفر غطاءً جوياً مهماً، يمكن أن يدعم تقدم القوات البرية. الشعب اليمني، الذي يعبر عن دعمه عبر هاشتاغات مثل #الحسم_العسكري_هو_الحل على منصة إكس، يقف إلى جانب الحكومة الشرعية، مما يعزز فرص نجاح العملية.

لماذا الحل العسكري هو الخيار الوحيد؟

المفاوضات السياسية، التي استمرت لسنوات، فشلت في إجبار الحوثيين على الامتثال لقرارات مجلس الأمن، مثل القرار 2216. تقرير مركز صنعاء (2020) أكد أن الحوثيين استخدموا المفاوضات لكسب الوقت وتعزيز مواقعهم. في المقابل، أثبتت العمليات العسكرية، مثل تحرير عدن عام 2015، فعاليتها في تغيير موازين القوى. الحل العسكري اليوم يعني عملية مركزة تستهدف مراكز القوة الحوثية، مع ضمان حماية المدنيين.

تحرير صنعاء لن يكون مجرد انتصار عسكري، بل خطوة حاسمة لقطع يد إيران من اليمن وإعادة السيادة للدولة اليمنية. الحكومة الشرعية ملزمة بتوحيد الجهود العسكرية والسياسية، والاستفادة من الدعم الدولي الحالي لتحقيق هذا الهدف.

الخاتمة

إن زوال الحوثيين وتخلي إيران عنهم تحت وطأة الضربات الأمريكية يمثل فرصة تاريخية لتحرير صنعاء. الحكومة الشرعية والجيش الوطني يتحملان مسؤولية عدم إضاعة هذه اللحظة. الشعب اليمني، الذي يعاني منذ عقد من سيطرة الحوثيين، يطالب بالحسم العسكري كحل وحيد. الوقت الآن لعملية عسكرية حاسمة تقطع يد إيران وتستعيد العاصمة، لتبدأ مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة البناء. كما يقول اليمنيون: "الحسم العسكري هو الحل"، واليوم هو يوم التنفيذ.