د. خالد القاسمي
عبدالفتاح إسماعيل بين تخاريف القات .. وتشويش الفكر اليمني
عند زيارتي لجنوب اليمن في أغسطس 1987 بدعوة من الدولة الجنوبية آنذاك ، كان ضمن برنامج الزيارة زيارة مؤسستي 14 أكتوبر ودار الهمداني للطباعة والنشر ، وتم إهدائي مجموعة من الكتب الإشتراكية القيّمة بصراحة ، من ترجمة دار التقدم في موسكو ، وإصدارات يمنية أخرى طبعت في بيروت لدى دار الفارابي وإبن خلدون ، وكانت ضمنها كتيبات عبدالفتاح إسماعيل عن الثورة في الجنوب والجبهة القومية والكفاح ضد الإستعمار البريطاني ، بصراحة كانت بالنسبة لي كباحث في بداية طريقي هذه ثروة ، خاصة أن مثل هذه الإصدارات لا تصل عندنا في دول الخليج .
وما أتذكره من خلال إطلاعي على مؤلفات عبدالفتاح فالرجل كان مثقف ، ومنظر للفكر القومي والإشتراكي ، وليس رجل سياسة حتى يقود اليمن الجنوبي في تلك الفترة الهامة من تاريخ المنطقة .
في الجانب الآخر ونظراً للفترة الحرجة التي زرت خلالها اليمن شمالا وجنوبا بين عامي 1986 و1987 ، كان الحديث يدور حول أحداث 13 يناير ومصير عبدالفتاح إسماعيل ، وكانت تدور قصص منها : أنه تم تسفيره للإتحاد السوفيتي من خلال تدخل السفارة السوفيتية في عدن ، ورواية أخرى تقول أنه محجوز في جزيرة سقطرى ، في حين أن الرفاق قاموا بحرقه في دبابته ، ومسحوا أي أثر يخلد ذكراه .
إنها جلسات القات المخدرة التي لم تجلب لليمن سوى المصائب ، وقد قلت للأخ جار الله عمر رحمه الله ، ومجاهد الكهالي ، والدكتور محمد علي الشهاري ، في جلسة مع الجبهة الوطنية في وادي عقان ، قلت لهم : " لن تحرروا الشمال وأنتم تمضغون هذه الشجرة السامة المخدرة " وأحداث التاريخ تروي تلك المآسي للآسف والتي تعيشها الأمة اليمنية حتى اليوم .