محمد علي محمد أحمد
الدولة و إدارتها تُبنى بإرادة رجالها لا بأشباههم
كثيرة هي مراكز البحوث الاستراتيجية والوطنية والأكاديمية والسياسية والقومية و الاقتصادية والعسكرية والأمنية والاعلامية والطبية ، و ياكثر اللجان المتعددة والمختلفة والهيئات الاستشارية والندوات العلمية والقنوات والاذاعات والصحف اليومية و الدورات التدريبة واللقاءات و الإجتماعات المزلزلة، والمليونات الهلامية ،،
ثم ماذا بعد !!..
" لا قرارات مصيرية " .
ولم نحقق من كل ذلك حتى مطلباً حقوقياً ولا خدمياً للشعب الذي يستحق كل ذلك و أكثر ، ولكسب دعمه وهو أمر هام لنجاح أي توجه سياسي أو زخم ثوري ، فبدون دعم القاعدة الشعبية فالفشل هو المصير المحتوم .
كما لم ينجزوا إنجازاً واحداً يجعلهم يقفون بقوة وينطلقون بثبات نحو الآفاق بثقة وعزم وحزم ، ولم يقتنصون الفرص والتي جاءت إليهم مهرولة ، و أضعفوا سياستهم التي أضحت أكثر ميوعة لا مرونة وقد كانوا في موقع العزة والكرامة ، وعجزوا عن إدارة المرحلة بإرادة وعقلية رجال الدولة .
فبدأت تلك القاعدة الشعبية وهو أمر طبيعي في الإضمحلال والتقهقهر جراء ما يعانيه الشعب من مآسي و آلام ، وهو ما سبب له اليأس والإحباط وفقدان الثقة ، واستخفافه بمجرد وعود و أحلام ، وأصبح التعلق ولو بقشة والقبول بأي حلول حقيقية و واقعية السبيل الوحيد ليخرجهم مما هم فيه .
فمالذي تحقق وأنجز للشعب بعد كل تلك السنوات الغابرة ، وبماذا جازوه على صبره وتحمله سقطاتهم المكلفة وعثراتهم الموجعة ؟
أم أنهم يظنون أن الإنجاز يأتي برفع العلم وبإدارة مباراة الدوري العام لكرة القدم ، أهذا ماحققتموه لشعب جريح من حلم !!
ألا ترون حاله كيف أصبح فقير بل معدم ، والكثير والله عن قوته اليومي منه يُحٔرَم ، كيف لا ومعاشه لا يكفيه سوى بضع لُقَم ، والغلاء يطحنه وما منكم من أحد مهتم ، بل و أرخصتم تضحياته ومعاناته بلا ندم ، وهو من قَدَّم لاستعادة أرضه الروح والدم ، وبكل برود فرطتم بنصرٍ تَمْ وتَحَقَّقَ بعد ألم ، و أهديتم الأرض بعد تحريرها و بجرة قلم ، لمن بآلة حربه أهدانا القتل والدمار والظلم ، وتتشدقون بالوطنية وأنتم من بعتم الذِمَم ، فارحلوا عنا وعن وطننا يكفي مابنا من هَمّ.