عبدالسلام السييلي
الإنتقالي .. وسموم الأفاعي
يمر المجلس الانتقالي الجنوبي بمرحلة صعبة وحساسة ، حيث يواجهه هجمة شرسة وتحديات كبيرة لم يمر بها منذ تأسيسه في الرابع من مايو عام 2017م .
في الوقت الذي ركدت فيه العملية السياسية ومبادرة السلام لإنهاء الحرب ، والإخفاقات المتتالية لحكومة الشرعية التي أدت إلى تفاقم الوضع الإقتصادي والخدمي في المناطق المحررة وآخرها تراجع الحكومة عن قرارات البنك المركزي بسحب السويفت عن البنوك الواقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي . تكالبت جميع القوى المعادية لمشروع شعب الجنوب في التحرير والإستقلال وإستعادة الدولة الجنوبية ، وشنت حرب إعلامية شعواء على ممثل شعب الجنوب وحامل قضيته المتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي .
توحدت كل القوى اليمنية حوثي وإخوان ومؤتمر وقاعدة في تجانس غريب يدل على مدى التوافق بينها رغم اختلاف مسمياتها على توجيه سهامهم بأتجاه المجلس الانتقالي وأشعلوا القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية والسوشيال ميديا بسيل من الأكاذيب والشائعات والتحريض العنصري والمناطقي المقيت.
حيث تم إستغلال قضية المختطف علي عشال الجعدني إستغلال مناطقي للتحريض ضد قيادة المجلس الانتقالي .
فرأينا القنوات الفضائية التابعة للاخوان مثل بلقيس والمهرية تحرض علانية على الزحف إلى عدن لإسقاطها تحت مسمى (مليونية عشال) ، وشاهدنا منشورات التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص يتبعون القاعدة يحرضون على أعمال عنف داخل عدن ، ولم يكن الحوثي ببعيد حيث حرض وساعد ودعم إقامة المظاهرات واستخدم قنواته الفضائية ومواقعه الالكترونية وحتى رسائل MSM شركة يمن موبايل وكلها كانت متزامنة مما يدل على العمل المشترك بين جميع القوى السياسية والدينية اليمنية ، فمهما ظهروا بينهم مختلفين إلا أنهم متحدين فيما يخص الجنوب.
فأجمعت كل القوى وسعت جاهدة لتحويل قضية عشال من قضية جنائية إلى قضية سياسية هدفها ضرب النسيج الاجتماعي وشق الصف الجنوبي .
لم يستطيعوا بكل قواهم هزيمة القوات المسلحة الجنوبية في الجبهات فذهبوا إلى التحريض المناطقي وإستغلال أحداث عادية يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم من أجل تفتييت الجبهة الداخلية وتمزيق الحاضنة الشعبية التي هي السند القوي للمجلس الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية ، ليسهل عليهم ابتلاع الجنوب وإعادته إلى باب اليمن مرة أخرى.
يحاولون جاهدين النيل من المجلس الانتقالي الجنوبي لانهم يعرفون جيدا أنه قوة عسكرية وسياسية ولا يمكن تمرير أي مشاريع تنتقص من قضية شعب الجنوب أو تحاول ان تقفز عليها.
إستطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يقف أمام كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضده طيلة ثمان سنوات وتحمل كل الضغوط الداخلية والخارجية في سبيل الحفاظ على مواقفه النابعة من موقف شعب الجنوب فهو ممثل القضية ولا يمكن أن يفرط بها أو يرتضي القبول بحلول منقوصة لا تلبي تطلعات شعب الجنوب في التحرير والاستقلال.
الوعي المجتمعي لشعب الجنوب وخاصة إخواننا في أبين وقبيلة الجعادنة وأسرة المقدم علي عشال ساعدت كثيرا على تخطي الدعوات المناطقية وإفشال مشروع الفوضى الأمنية التي كان يخطط لها أعداء الجنوب في العاصمة الأبدية عدن.
لذلك أدعو كل أبناء الجنوب إلى رص الصفوف ورفع درجة الوعي وعدم إعطاء الفرصة للإعلام المعادي ببث سمومه التي تستهدف النيل من شعب الجنوب وقضيته وتفويت الفرص على المتربصين الذين يحلمون بأعادتنا إلى باب اليمن مرة أخرى.
فالمجلس الإنتقالي ليس حزباً سياسياً وليس مكون جهوي بل هو كيان سياسي يمثل كل أبناء الجنوب من باب المندب غرباً إلى المهرة شرقاً وهو ثمرة نضال وحراك ربع قرن ضد الإحتلال اليمني يمثل آمال وتطلعات شعب كامل ولايمكن أن نفرط به بأي حال من الأحوال .