عادل حمران
المطار انعكاس لوجه البلد
تابعنا عدد من المغتربين في دول امريكا وأوروبا وخصوصا الذين يقضون هناك سنوات عديدة في ارض المهجر واول ما يعودون يقومون بانتقاد مطار عدن وخصوصا حين يتم مقارنته بمطارات الدول العظمى وهات يا انتقادات، بعض الانتقادات إيجابية ويتم تدوينها والعمل على معالجتها وبعضها مزايدات ويراد من مطار عدن أن يتحول بقدرة قادر الى مطار دولي عظيم بين ليلة وضحاها.
ما أريد أن انوه إليه إن المطار جزء من البلد وانعكاس له وأن قيادة المطار تسعى جاهدة الى تلافي اي أخطاء قد ترافق سير العمل، فمن الظلم مقارنة بلد مثل اليمن غارق في الحروب والصراعات منذ اكثر من عشر سنين ببلدان أوروبا التي تنعم بالرفاهية والتطور والامن والأمان بارقى مستوياته وبأزهى صوره.
يا عزيزي قبل المقارنة يجب ان تعرف بان الموظف الذي يخدمك راتبه لا يتجاوز خمسين دولار شهريًا وربما اقل، وعاده يستلمه مره كل 45 يوم، وانت راتبك بين 3-5 الف دولار، فيجب ان تدرك بان وضع البلد من سيء الى اسوأ، كما يجب ألا تنسى بان المطار قد تعرض الى كل صنوف الارهاب فتم استهدافه عبر الصواريخ الحوثية التي دمرت بنية المطار التحتية بشكل كامل وعبر سيارات مفخخة وعبوات ناسفه وراح ضحية تلك الجرائم العشرات من موظفي المطار بين شهيد وجريح.
إضافة الى ان مطار عدن الدولي لم يسلم من الصراعات المسلحة في عدن، فكل طرف يحلم بالسيطرة على المدينة تكون اول طموحاته بسط نفوذه وسيطرته على المطار، فلولا حنكة إدارة المطار وابتعادها عن الصراعات السياسية لوجدنا المطار كل فتره يتبع طرف سياسي معين، ولكنه ظل كمنشأة ومرفق خدمي لاهم له ولا لإدارته سوى تقديم خدماته لكافة المسافرين من كل ربوع الوطن.
وكلما يتم اعادة تأهيل المطار يتم تدميره بوسائل وطرق مختلفة ولولا عزيمة واصرار الإدارة العامة للمطار ممثلة بالمدير العام الاستاذ عبدالرقيب العمري ودعم الاخوة في مركز الملك سلمان لتنمية واعمار اليمن، لعجز المطار عن العودة مجددًا من تحت ركام الحرب، ومن قذائف وصواريخ الاعداء التي دمرت كل شيء في المطار، حيث يعلم الجميع بان مطار عدن يقدم خدماته لجميع شرائح المجتمع وجمهور المسافرين دون تمييز، ويخدم يوميا آلاف المواطنين بين واصل ومغادر من كافة المحافظات اليمنية.
نكرر لجميع الاخوة بان وضع المطار جزء من وضع البلد وان هناك الكثير من الصعوبات والمعوقات التي تقف امام إدارة المطار، ولكن في الوقت نفسه هناك تطور ملحوظ وجهود مبذولة واصلاحات شاملة تتم بشكل دائم، تهدف الى إعادة الدور الريادي لمطار عدن الدولي رغم كافة الامكانيات الشحيحه، ولا ننكر وجود اخطاء ترافق سير العمل ولكن في الوقت ذاته هناك جهود حثيثة تسعى الى معاقبة كل من يقوم بابتزاز المسافرين وقد تم إيقاف وفصل عدد من العاملين بالمطار، سواء من موظفي هيئة الطيران المدني او من العاملين التابعين للجهات المنتدبة الأمنية والمدنية العاملة في المطار.
ونتمنى من الجميع ان يبعدوا المطار عن اي مناكفات سياسية حتى يتمكن من تقديم خدماته للجميع، حيث اننا ندرك جيدا بان هناك مطابخ خبيثة تابعة للاعداء تسعى الى تشويه سمعة المطار لصالح مطار صنعاء وإمكانية فتحه وبالمقابل اغلاق مطار عدن بذرائع وأسباب مختلفة، ونؤكد ايضا للجميع بان مطار عدن لن تهزمه الاشاعات ولا حملات التحريض وسيبقى النافذة الرئيسية للبلاد امام كل جمهور المسافرين.