عبدالله طزح
عدن وإعادة شحن التفكير بالوطن
أنَّ عدن تحفةٌ فريدة بجمالها الكوني، وحقيقة القدرة الآلهية تكمن في نظافة بحارها المحيطة التي تُسرالناظر عند النظرُلشواطئها الخلابة وتلاطم ِأمواجها لتُشكل زخرفة أبداعية لقدرة الخالق ، ومن تلك اللوحة الربانية العظيمة يُطير العقل للإستمتاع بالروحانية في التوحيد وسلامة العقيدة في هذا الكون المتقلبِ بالأحداث والمتغيرات الأنسانية، فمن وحي الأبداع لطبيعة عدن واستنشاق نسمةِ هوائها تستشرف الروح ألقا" في فضاء الوجود للأرض العظيمة الموعودة بالطهارةٌ .
الروح السابحة في عبق الهواء النقي والمترفة بالخيار الوجداني يضع الأنسان الجنوبي في مراجعة لحسابات السياسية وطيش القرار في نكبة التاريخ ورهن الوطن لوحدة الزيف مع اليمن وبهتان القومية المعيبة والرثة لتجرد عاصمة الوطن المختار وكرامة الأنسانيةوتضعه في قفص الأتهام وسجن المصالح وأوهام الوحدة العربية التي منحت عدن الأرض والإنسان والهوية والتاريخ والحضّارة في كهوف العبودية والعقيدية الوثنية وسراديب التاريخ المسَّخ الذي كبل عدن والجنوب في لحظة قرار مشوبة بالتضليل أوقعت الأرض والأنسان ليس في خطأ تاريخي بل نكبة تاريخي لم يشهد لها مثيل في مجمل أحداث التاريخ بل حتى لم تحدث في قواميس الجَّنْ وأرواحها الشريرة.
أنَّ لحظة الزهو النضالي، وفي أقسى لحظات الجرف التاريخية للقيم والمبادئ الأخلاقية تتطلب من الجنوبيين مراجعة شاملة لكل حسابات الجغرافيا وقوانين السياسية وأستحضار تجارب الشعوب وجُمع الأرث وتناول المستحضرات الوطنية والمثبطات لكل أحداث التجارب والأمتناع عن الذاتية ونرجسية الأطماع السلطوية والإبقاء على حتمية الفكر الناضج المبتكر لأدواتِ انتصار المشروع الوطني الجنوبي دون سواه، وذلك بالإعتماد على الموضوعية في رسمِ المعادلة الوطنية وفرضها دون ترجي أو استجداء كحدث يصحح النكبة التاريخية ليس للجنوب بل للبشرية، فالمشروعية بكل شقيها مملوكة للمشروع الوطني الجنوبي ومحاولات التشكيك فيها وأحباط دوافعها تقف خلفها هالة أعلامية ممولة من الأشقاء والأصدقاء ولكن مفتاح تصحيح المسار بيد الشعب والنخبُ الجنوبية النقية ولاتحتاج لمعجزة بل لأعادة تقييم للمشهد وتصحيح الإختلالات وأشاعة القيم المثلى في المجتمع ومحاسبة تلك الأدوات العابثة بدون صَّك النضال ومحسوبية الفعل وماراثون العفو والذي أربك المشروع الوطني وقد يغرقه في مستنقع السقوط والسقوط الوشيك.
الخلود للراحة أستَلبت من البعض الهدف، وجمدت الأحساس بالواجبات الوطنية وتلك مؤشرات عن أختراقات لوجستية بحاجة ماسة للتقيم العاجل وفرض الإتجاهات الوطنية في مرحلة نقف فيها بين خيارين تكمن في الانتصار للمشروع الوطني الجنوبي أو أسقاطه بايدينا بملوثات المصالح والفساد الآفة التي تفتك بمشروعنا الوطني وتضعه على حافة السقوط فلنحذر..!
أنَ ضياع أستعادة دولة الجنوب المشروعة ذات دلالة على صعود البيع السياسي للقيم والمبادئ السامية بلغة المصالح وهذا القانون المستجد سيضع البشرية جمعا في دائرة الحروب والصراعات للأبد فمن عدن ينطلق مشروع السلام للعالم.