صلاح مبارك
عن الحج مرة أخرى!
شكرًا لكل من نشر، ومن تفاعل في الداخل والخارج مع مقالي حول «مرمطه الحجاج في منى!» ... وللأسف لم تقتصر معاناة الحجاج اليمنيين في إنقطاع الكهرباء فقط على المخيمات في منى كما صوره المقطع المرئي الرائج في منصات التواصل الإجتماعي ، بل إن المأساة الكبرى تعدت ذلك وتكمن في المخيمات ذاتها.. إذ خصص لكل حاج في كل خيمة مساحة 45 سم × 160 سم، ولكم أن تتخيلوا هذه المساحة والتي تشبه قبور مقبرة إمبيخة ومساحة الخيمة الواحدة 8 متر × 8 متر وتحتوي الخيمة الواحدة على أكثر من 100 حاج.. وعليكم أيضًا أن تتصوروا مشهد هذه المأساة، فإذا أراد الحاج أن ينام من التعب والإرهاق وفي جو حار، فلابد أن ينام على جنب ولا يستطيع أن يمد رجليه لأن قدميه سيصدمان برأس الحاج المقابل له .
ليس هذا فحسب بل أن الخيم نفسها لا تتناسب مع طبيعية الجو الحار في منطقة مثل مكة المكرمة ، وزد على ذلك بأن المكيفات فيها عاطلة؟! .
أما الحمامات فهذه مأساة أخرى ستحكي ..
ولكم أن تتخيلوا 8000 حاج مخصص لهم 15 حمام للرجال ومثلها للنساء، فإن أراد الحاج قضاء حاجته فعليه أن ينتظم في طابور طويل .
والمأساة الحقيقية تكمن في وزارة الأوقاف في بلدنا «السعيد» وهي التي تأخذ مبالغ تخص الدرجة الثانية لكن في الواقع أن مخيمات الحجاج اليمنيين هي من الدرجة الخامسة وليس الثانية، كما أن وجود الوزارة» الموقرة» غير محسوس في المخيمات، بل في غياب تام بشهادة الحجاج أنفسهم ..
هذا الملف ينبغي أن لا يقفل بسهولة.. هذا إذا كان لدينا فعلًا مسؤولين يخافون الله، ويعرفون قدر الإنسان وكرامته وحتى لا تتكرر نفس المأساة كل عام..