عبدالسلام السييلي
الوحدة .. ذكرى الغدر والخيانة
ثلاثين عام من النضال السلمي ثم المسلح وبعد حربين ظالمتين وإجتياح للجنوب بقوة السلاح والفتاوى الدينية الصادرة عن مشايخ النظام في صنعاء بتكفير شعب الجنوب وإهدار دماءهم ونهب ثرواتهم لم يعد للحديث عن الوحدة أي معنى بل أصبح هدرا للوقت وإيغار للكراهية في الصدور.
لقد مارس نظام صنعاء الخديعة والتُقية منذ البدايات الأولى للوحدة حيث غدر بشريك الوحدة عندما بدأ سلسلة من الإغتيالات لقيادات وكوادر الجنوب في صنعاء بدأها باغتيال مستشار وزير الدفاع ماجد مرشد سيف على أيادي قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري في صنعاء بتاريخ 21 يونيو 1992ومازالت مستمرة إلى اليوم عن طريق حزب الإصلاح الإخونجي الذي لم يكتفي بتصفية كوادر الجنوب بل لجأ إلى التحريض وإصدار فتاوى التكفير بحق أبناء الجنوب ، ولم يكتفي عند هذا الحد بل إستعان بالأفغان العرب في حربه على الجنوب.
وقبلها إنقلب نظام صنعاء على وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها في 18 يناير 1990 برعاية الملك حسين في الأردن ليقوم بأعلان الحرب على الجنوب في 27 إبريل من العام نفسه( 1994م ) من ميدان السبعين بصنعاء بعد ان قام بعملية تحريض واسعة ضد أبناء الجنوب ضاربا باتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والإتفاق والقانون الدولي والإنساني عرض الحائط.
بعد حرب إستمرت سبعين يوما سقطت عدن بيد الإحتلال اليمني الذي مارس بحق أبناء الجنوب كل أنواع الظلم والإقصاء والتهميش والإخفاء القسري والإبعاد لأكثر من ٣٠ ألف في السلك العسكري فقط من وظائفهم وحرمانهم من أعمالهم والحق في الحياة الكريمة على أرضهم ناهيك عن المدنيين .
وبالإضافة إلى نهب ثروات الجنوب وتسخيرها لصنعاء وطوقها من مشايخ وقبائل أصبحت كل وظائف الخارجية والامن والمناصب العلياء محرمة على أبناء الجنوب بل كان من العجائب ان تجد جنوبي في كلية عسكرية أو حربية إلا إن كان والده موالي لعفاش ونظامه.
كل هذا الضيم سارع إلى قيام حركات تحررية من هذا الاستعمار البغيض منها ماهو سلمي وآخر مسلح.
وفي مارس من العام 2015 جددت قوى صنعاء إجتياحها للجنوب للمرة الثانية وهذه المرة برعاية إيرانية وواجهة حوثية وأيدي شمالية من مختلف القوى.
إستطاع الجنوبيون بمساعدة من التحالف العربي تحرير أرضهم من الإحتلال الحوثي والقوى المنضوية تحت رايته ودفع ثمن باهظ من أجل ذلك.
طيلة ثلاثين عام من النضال السلمي التحرري والكفاح المسلح تم بلورتها بأنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي المفوض شعبيا والذي يمثل كل أبناء الجنوب بمختلف شرائحهم من باب المندب غربا إلى المهرة شرقا من أجل إستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة بحدودها ما قبل صباح يوم 22 مايو 1990.
ثلاثون عاما من النضال قدم فيها شعب الجنوب تضحيات جسام عشرات الآلاف من الشهداء وأضعاف أضعافهم من الجرحى حيث أصبح في كل منزل جنوبي هناك شهيد أو جريح، وضرب أروع الأمثلة في الإنتماء والوفاء والثبات على مبدأ التحرير والإستقلال.
اليوم وبعد كل التضحيات والأحداث التي عصفت بشعب الجنوب على أيدي مدعي الوحدة زورا وبهتانا أصبح الجميع يعلم في الخارج قبل الداخل أن الوحدة لم يعد لها وجود إلا في مخيلة أصحاب المصالح الذين يهمهم ثروة الجنوب قبل إنسانه.
وأصبح كل جنوبي مقتنع قناعة تامة أن الوحدة تم إغتيالها من نظام صنعاء وتم إعلان وفاتها في ميدان السبعين بأعلان الحرب على الجنوب.