عبدالله طزح
27 أبريل.. ميلاد الاحتلال اليمني للجنوب
ثلاثة عقود مرت على إعلان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الحرب على الجنوب في صيف 94م للانقلاب على الوحدة والشراكة ، فشكل ذلك الخطاب العنصري مفتاح لحقبة جديدة من الاحتلال والنهب والسلب والضم والإلحاق وإخراج الجنوب من الشراكة الوطنية تكالبت فيها قوى متعددة تمثلت في القوى العسكرية والقبلية والسياسية والدينية المتطرفة لاستباحة أرض الجنوب كجغرافيا تنهب وأنسان يذل ويضطهد تحت مظلة الغطرسة والإستبداد وشرعنة القتل والاستباحة وتصفية الرموز الوطنية الجنوبية تحت تأثير الفتاوى وخطابات الجهاد للزنداني والديلمي ويافطة السياسة ورافعتها الموتمر الشعبي العام ،وتحت تأثير الخطاب العدائي لعفاش وأحزابه الموعودة بنعيم الجنوب والجنوبيين المخدوعين بمخدر وعود المصالح والشراكة الديكورية وكانت النتيجة احتلال مستوفي الأركان بشهادة رموزه واعتراف بعض الجنوبيين كالدكتور النبيل/ صالح باصره رحمه الله والذي تحدث براءة للذمة بتحول الوحدة مع الجنوب إلى احتلال كان نتيجة طبيعية لحرب صيف1994م .
لم تكن حرب94م طمعاً في ثروات الجنوب فقط بل هندسه خطيرة ذات أبعاد مستقبلة تتعلق بطمس الهوية التاريخية للجنوب كخطوة ثانية تأتي عقب نجاح خطوة يمننة الجنوب الخطأ الاستراتيجي الأول الذي أرتكبته الجبهة القومية الحزب الاشتراكي اليمني لاحقاً وبالتالي حاول الشماليين الإتكاء على التناقضات الجنوبية واللعب عليها ومحاولات طمس الهوية والمعالم الجنوبية وتصدير مفاهيم كواحدية الثورة وغيرها كمشروع يهدف إلى طمس هوية الجنوب وإلغاء الندية بين الشمال والجنوب ودون إدراك أن ذلك سيدين الشمال وفقاً للبروتوكولات الدولية وكأن الذاكرة لم تسعفهم لتذكر أن الجنوب كان دولة مستقلة كاملة السيادة ولها مقعد في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وسفاراتها منتشرة في كافة دول العالم.
أن الجنوب ليس مشاع وله شعب حر ومناضل ولن يستسلم وكانت المفاجأة نهوض المارد الجنوبي في 7/7/2007م وكانت ثورته المباركة لإستعادة هويته التاريخية ودولته المستقلة كنتيجة لفشل مشروع الوحدة وعلى الأشقاء في الشمال إيقاف إراقة الدماء والتوصل إلى الحل السلمي المتمثل (بحل الدولتين) لتأمين المستقبل بين الشعبين وضمان انسياب المصالح وحسن الجوار فليس هناك أي حل آخر فالجنوب وضع هدفه الذي لارجعه عنه، فحربي 94م - 2015م لم تبقي أي خيارات قابلة للحوار بل مجازر ما بعد 2015م والتضحيات اليومية ضيقت مساحة النقاش ولم تبقي مقدار خرم أبره لما بعده وأكسبت العالم حقائق مدفونة تعرض لها الجنوب أرضاً وإنساناً طيلة عقود من الضم والإلحاق فكل ماكان متاحاً بالأمس صار بحكم المنتهي اليوم .
الجنوبيين بكافة مشاربهم مهددون بالفناء إذا لم يتمكنوا من إدراك قيمة الحوار والشراكة فيما بينهم وجعل الوطن فوق كل المصالح وإيجاد قواسم مشتركة تؤمن للجميع حق الوجود وضمان المشاركة في صنع القرار والتداول السلمي للسلطة والمواطنة المتساوية والعدالة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة التحديات اليوم واستثمار كل المتغيرات والفرص لصالح الجنوب واستعادة دولة المستقلة صيانة لحقوق أجيال الجنوب القادمة كي لا يتحولون إلى عبيد صادرت كل حقوقهم دولة الوحدة، فالطرف الجنوبي الذي يكسبونه اليوم لخدمة أجندتهم اليوم سيبيعونه ويستبدلونه غداً والحقائق شاهدة على مسيرة الثلاثة العقود من الاحتلال اليمني للجنوب العربي.