د. صبري عفيف العلوي

تحركات الوزير ابن مبارك (بين الدهشة والإحراج)

وكالة انباء حضرموت

كانت لحظات قدومه لا تعني للشعب في الجنوب شيئا؛ لكونه جزء من نظام متهالك وشرعية مفقودة الأهلية، لقد كان التشاؤم هو سيد الموقف لدى الجميع منذ وصول الوزير الجديد د. أحمد عوض بن مبارك إلى العاصمة عدن في تاريخ 2 فبراير 2023م.
حينها حاولت اتتبع تحركات هذا الرجل القادم إلى عدن الذي جرحها كثيرا في سالف أيامه بالقول والفعل معا، لكنه يبدو هذه المرة مدهشا في تحركاته محرجا في أقواله وأفعاله، فحين نزل إلى الميدان منذ أول يوم لممارسة عمله رأيت وجها ذا لحية اشتعلت شيبا، لكن الأهم من ذلك حين رأيت تحركاته ونشاطه في ثلاثة مرافق حكومية "مبنى الهجرة والجوازات" ومشفى عدن" وأخيرا الجمارك والضرائب، لقد كان حاسما في زياراته، جعلنا نعيش لحظة "الدهشة والإحراج" الدهشة التي خلقت تحولا مكانيا وزمانيا في ذهن المتلقي لاسيما حين وقف عند تفاصيل المشكلة وتجلى أمامنا رجلا كأنه يملك المعلومة الكافية، رغم أنه غريب الأهل والديار  في عدن، فقد غادرها منذ زمن بل أنه توظف ذات يوم؛ ليعمل ضدها قولا وفعلا.
هناك فرق ما بين " الدهشة والاحراج" فقد كنت يا بن مبارك مدهشا حين وفق على جراحات ادمت شعبنا كثيرا ومازال تغور في الأعماق يوم بعد يوم، وفي الحال نفسه صنعت لحظة إحراج حين كشفت الإشكالية وولدت تأثير في نفسية وعقلية السائل، ورسمت صورة واضحة للأخر الذي مكث فيها بعض سنين لم يكلف نفسه أن يعمل تلك الدهشة والاحراج.
ليس من المنطق أن تملك أنت معلومات عن مواطن الفساد، وغيرك يلهو ويلعب، أليس من المفترض أن قيادة الشعب في عدن أن تجول وتصول في دهاليس الفساد؛ لتكشف منابعه وأربابه.
ورب محمد لقد كشف عورتهم في تحركات أسبوع فقط منذ قدومك، في هذا المقال لا يهمني أنجزت أم لم تنجز؟ صدقت في فعلتك تلك أم لم تصدق؟ وفيت بقراراتك ووعودك أم لم تفِ؟ الذي يهمني هو أنك خلقت ( الدهشة والاحراج) ونقشت في ذهن المتابع بصيص أملا أن هناك إمكانية في تعرية الفاسدين؛ لكونهم أشد ضعفا، بل أنهم أضعف من بيت العنكبوت، لكن المؤسف!! حين لم نجد من يهز ذلك البيت الوهن. 
رسالة عتاب أرسلها لمن أهديناه فصل الخطاب، وفوضناه في نصرة البلاد والعباد، أنه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، أسلك الطريق التي سلكنها ابن مبارك في بعض أيام فقط سترى العجب العجاب، وتقطف ثمرات انتظرناها كثيرا، ليتك تفهم رسالة "الدهشة والاحراج" التي صنعها ابن مبارك وكأن يحمل في يده عصا موسى حين يهش بها على غنمه.
لقد كان ابن مبارك قويا دون قوة وشجاعا دون سلاح؛ لكنه استطاع أن يجعل من تحركاته الأخيرة معجزة في زمن غياب المعجزات.  
 

العاصمة عدن 
25 فبراير 2024م

مقالات الكاتب