محمد حسن الساعدي
الشرق الاوسط واحتمالية المواجهة المقبلة !!
الحرب الهمجية التي تقودها إسرائيل على غزة منذ اكثر من 115 يوم بدأت تلقي بظلالها على المشهد في الشرق الاوسط وتنذر باندلاع صراع أقليمي،فمنذ تشرين الاول من العام الماضي شنت الطائرات الامريكية عدداً من الغارات على اهداف في لبنان والعراق وسوريا واليمن وعلى الرغم من رغبتها بعدم اتساع الحرب،حيث تسعى الادارة الامريكية الى مساعدة الكيان الاسرائيلي على الفوز بحرب غزة وفي نفس القوت يسعى الى منع انتقال الصراع الى حرب أقليمية،ويبدو أن تحقيق الانتصار أصبح أكثر صعوبة،خصوصاً مع قيام محور المقاومة في الشرق الاوسط بالقيام بعمليات نوعية مهمة سواءً على الجبهة اليمنية أو العراقية او السورية أو غيرها من جبهات باتت مفتوحة للمواجهة مع إسرائيل .
أصبح من الواضح جداً أن واشنطن وتل أبيب تسعيان الى توسيع الصراع الى حرب إقليمية في محاولة لكسب المزيد من التعاطف الدولي،وجر الانتباه عما عملته دولة مثل جنوب أفريقيا والتي اعتبرت الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وتحديداً في غزة على انها إبادة جماعية،وهي تكشف للعالم بشاعة السياسية الامريكية وفقدانها لركائز الاخلاق ومبادئ الحرية والاحترام التي تطلقها وتنادي بها دائماً،وما يؤكد ذلك إرسالها أسلحة ومساعدات عسكرية بمليارات الدولارات الى إسرائيل والآن أصبحت واشنطن شريكة في حرب الابادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في غزة.
الادارة الامريكية وعبر وزارة خارجيتها تجاوزت الكونغرس أكثر من مرة واستخدمت قانون الطوارئ الذي يجيز لها إرسال الاسلحة والمساعدات العسكرية الى إسرائيل،بل اكثر من ذلك فهي تمتلك أكثر من 57 الف جندي امريكي منتشرين في الشرق الاوسط وبالتحديد في منطقة غرب آسيا،بالاضافة الى وجود قوات العمليات الخاصة والتي لم يعلن عنها،وتقوم هذه القوات بضربات متنوعة وهذا ما جرى في استهداف قطعات من الحشد الشعبي والتي تعد جزء من القوت الامنية العراقية،ما يعني ان هناك استهداف لقوات الامن العراقية من قبل واشنطن،بالمقابل هناك دعوات من قبل القوى السياسية العراقية ومن قبله البرلمان العراقي في ضرورة تحديد جدول وآلية شفافة لخروج القوت القتالية من العراق، وجاء رد البنتاغون على هذه المطالب بان "من غير المرجح أن تغادر القوات الامريكية العراق في أي وقت قريب".
الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على دول المنطقة تثير شبح حرب إقليمية أوسع، الى جانب أن الواقع يتحدث أن واشنطن وتل أبيب في حالة حرب بالفعل مع اليمن والعراق وسوريا ولبنان، كما بات من الواضح أن الهدف الرئيسي للحروب الاستعمارية الجديدة الأمريكية والإسرائيلية في غرب آسيا هو الهيمنة على المنطقة، إذ وبعد هجمات 11 ايلول 2001 وضعت واشنطن خططًا للإطاحة بحكومات سبع دول في المنطقة في خمس سنوات.
العراق مارس دوراً ايجابياً كبيراً في التهدئة في المنطقة، ولكن يبقى العامل الدولي وتأثيراته على الصراع الدائر فيها،وإيقاف العدوان الاسرائيلي على غزة وفتح المعابر وتقديم المساعدات وغيرها من ظروف تخفف عن كاهل الفلسطينيين ووضح ملامح العلاقة بين واشنطن الشرق والتي تبدأ من العراق.