صرخة العمال في إيران وإثارة خامنئي للحرب في المنطقة
على الرغم من الزيادة غير المسبوقة في عمليات الإعدام والاعتقالات في إيران، إلا أن موجة الاحتجاجات من قبل مختلف شرائح المجتمع، وخاصة العمال، ضد نظام الملالي قد ازدادت بشكل كبير، مما يعكس حالة الانفجار في المجتمع الإيراني.
العامل الرئيسي وراء جميع تحركات النظام الإيراني، سواء داخليًا أو خارجيًا، هو بقاء النظام. يحاول خامنئي إطفاء نيران الانتفاضة من خلال القمع في الداخل وزيادة عمليات الإعدام.
إن هدف خامنئي الرئيسي من إثارة الحروب في المنطقة هو خلق مساحة للقمع في الداخل. تكشف الزيادة الملحوظة في الاحتجاجات في إيران على الرغم من القمع عن حقيقتين حول نظام الملالي، أولًا، أن النظام وصل إلى طريق مسدود في القمع في الداخل وأن القمع باعتباره الآلة الوحيدة لسلطة النظام داخل البلاد لم يعد فعالًا. ثانيًا، يضطر خامنئي إلى شن المزيد من الحروب في المنطقة، بالطبع إلى حد لا تلتهم نيرانها عباءة النظام، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد الاحتجاجات الشعبية.
في اليوم السابع من إضرابهم، خرج الآلاف من عمال مجموعة الأهواز لصناعة الصلب في شوارع وسط الأهواز، يهتفون “عدونا هنا، يكذبون، إنها أمريكا” و”هيهات منا الذلة” احتجاجاً على نهب الحقوق وتجاهل النظام لمطالبهم. رفع العمال أيضًا شعار الشعب الإيراني، معلنين مقاطعتهم الكاملة لانتخابات خامنئي البرلمانية.
العمال الغاضبون، الذين أغلقوا خط إنتاج المصنع منذ يوم الخميس 25 يناير، هتفوا في وجه مهزلة خامنئي للانتخابات ووعود إبراهيم رئيسي : “لم نرَ عدلاً، لم نعُدْ نصوت” و”ستقام القيامة في الأهواز، إن لم تحل مشكلتنا”.
تم تحويل المجموعة الوطنية الإيرانية لصناعة الصلب، التي توظف 3000 عامل وموظف، إلى بنك ملي في عام 2011 بعد الكشف عن اختلاس 3 تريليون تومان من قبل المرتبطين بالنظام. ينهب البنك، الذي هو في الواقع في أيدي الحرس، العمال ويضطهدهم بأشد الطرق. لهذا السبب، انطلق العمال إلى مبنى “البنك الوطني الإيراني” مطالبين بسحب ملكية المصنع منه.
في الشهر الماضي، تجمع عمال الصلب الكادحون في الأهواز للاحتجاج على أجورهم المنخفضة، لكن صاحب العمل المستلب، وهو الحرس التابع لخامنئي، أوقف وحظر 21 عاملًا من الدخول بدلًا من معالجة الأجور ورفعها. واحتجاجًا على هذه الخطوة القمعية، أوقف العمال خمسة خطوط إنتاج وطالبوا بطرد بنك ملي (الوطني).
وذكرت صحيفة “أرمان” في عددها الصادر في 28 يناير/كانون الثاني، في إشارة إلى أزمة الأجور والقمع الضريبي المزدوج: “تعمل الحكومة بجد لتحديد قواعد ضريبية جديدة لتعويض النقص في عائدات النفط، ومن ناحية أخرى، تنظر بنظرة تقشفية لأكبر مصدر لتكاليفها، أي الرواتب والمزايا، لاكتساب المزيد من الرصيد لنفسها”.
وذكر موقع “اقتصاد 24” في 21 كانون الأول/ديسمبر 2023: “في الوقت الذي تبلغ فيه تكلفة سلة المعيشة 30 مليون تومان شهريًا، ووفقًا للخبراء، فإن أجور معظم العمال لا تصل إلى 10 ملايين تومان، حتى مع احتساب الحوافز”. وكتب موقع “فرداي اقتصاد” في 3 يناير الحالي: “تشير البيانات التضخمية إلى أن زيادة تكاليف الطعام للمواطنين بنسبة تزيد عن 100٪ في العام الماضي. وأن أسعار المواد الغذائية في ديسمبر وفقًا للمركز الإحصائي الإيراني، تضاعفت أكثر من مرتين”.
هذه صورة للحالة المتفجرة للمجتمع الإيراني، وخامنئي، خوفًا من انفجار غضب الشعب الإيراني، وجد السبيل الوحيد لمزيد من القمع في الداخل وشن حرب مستمرة في المنطقة. لن يتوقف خامنئي أبدًا عن شن الحرب في المنطقة دون تنازلات، لأنه يرى بقاءه في هذا العمل، وهذا ما أكدته المقاومة الإيرانية مرارًا وتكرارًا منذ أربعين عامًا. يقول المثل الإيراني أن توبة الذئب في موته.