صلاح مبارك
يوم جامع للحضارم
من جديد وبقوة ترتفع هامات الحضارم للتمسك بإرادتهم الحرة نحو مستقبل آمن يعزهم ويرفع عنهم أذى التبعية والهيمنة.. وها هي حضرموت في يومها الوطنى الذكرى العاشرة للهبة الشعبية الحضرمية ترسم لوحة بديعة وهي تحتضن على امتداد جغرافيتها وفي مختلف مناطقها مدن وريف وبادية فعاليات هذه المناسبة بتنوع أنشطتها، لوحة ما كانت تبرز معالمها لولا أن هناك إرادة واصرار على تجدد المواقف والعزم على بلوغ كل التطلعات والحفاظ على ما تحقق لحضرموت الأرض والإنسان من منجزات ومكاسب بتضحيات أبنائها ودماء شهدائها الأبرار.. والثبات على المضي نحو استكمال أهدافها..
هذه مناسبة غالية ؛ بكل عناوينها.. تأتي ليستذكر فيها الجميع أيامها العظيمة التي حملت تفاصيل كثيرة ومشاهد متناثرة في استلهام مسيرة مضيئة من الكفاح والتضحية لقهر الظلم وطى مآسيه من أرض حضرموت.
نعم في 20 ديسمبر 2013م، انطلقت في حضرموت الهبة الحضرمية استجابة لنداء حلف قبائلها ، غداة اغتيال مؤسسه المقدم سعد بن حبريش، في نقطة عسكرية مستحدثة في سيئون، وهب الشعب كل الشعب بجميع مكوناته القبلية والمدنية وقواه السياسية بتعدد ألوانها وتوجهاتها، هبة رجل واحد في المدن و الارياف والبادية، وفوق كل شبر من تراب حضرموت لإسكات صوت الغطرسة إلى الأبد وبسط اليد على الأرض ، في ملحمة بطولية خالدة عمدت بالدماء الزكية تهاوت على اثرها عروش الاستبداد والفيد ، وتلاشت أمام قوة وتلاحم الحضارم و ارادتهم الصلبة ، فأصبح للحضارم كلمة تسمع ودعوة تستجاب بعد سنوات من الضيم والهوان، فانبثق مؤتمر حضرموت الجامع الذي جمع كل مكونات المجتمع في حضرموت وليوحد الصف ويضع بوصلة لمسار الطريق نحو المستقبل بمخرجاته المتوافق عليها من كل أطيافها القبلية والمدنية وقواها السياسية والجماهيرية و بارادة حرة وفي العلن ومن هذه الأرض الطيبة لتبدد الأوهام وتستجلي الصورة الكاملة نحو شراكة فاعلة، ندية لا تقبل التهميش و الأنتقاص والتبعية.
ان الوفاء والتخليد للتضحيات، أمر حميد لتبقى ذاكرة استلهام حية، و ليس مجرد مناسبة عابرة مرتبطة بوقت محدد ؛ فالهبة حالة مستمرة لرد الاعتبار للتاريخ وللإنسان..وما شهدته حضرموت من زخم جماهيري كبير وفعاليات متعددة المناشط فى الذكرى العاشرة لهذه المناسبة الغالية وفي يومها الوطني الحضرمي الجامع الذي امتد ليشمل كل جغرافية حضرموت هو تأكيد لذلك وأن الدماء الزكية التي قدمها خيرة أبنائها في سبيل ان ينال أهلها حقهم في الحياة الكريمة لن تذهب في مهب الريح مهما حاول الماكرون والناكرون والطامعون ..