د. صبري عفيف العلوي

مصادرة المستقبل!!

وكالة أنباء حضرموت

عندما تكن لديك إرادة وقدرة في الحركة وحرية في اتخاذ القرار وتجعل من ماضيك جسر عبور من حالة مأساوية إلى حالة مليئة بالسعادة والسرور ، حينها تصبح ملامح المستقبل مرسومة بوضوح مبشرة بمستقبل جميل وأفضل، وتصير لسان كل واحد منا تقول : ها كل شيء صار لنا،  ونشبك أيدينا بثقة مرددين شعار معا فلنواجه المستقبل غاضين الطرف عما كان ولا نبالي عما سيكون. 
لقد رسخت سنوات استعادة الروح وتعزيز الثقة بالذات وكانت مرحلة بذر وزرع امتدت بضع سنين، لتنتج ثمر يانع عنوانه التسامح والتصالح والإخاء، جعلتنا نتطمئن كثيرا، فليس هناك خوف من القادم المجهول لقد كنا على ثقة كبيرة، فليكن قاتل الأرواح في الماضي مسؤولا، فليكن قاطع الطريق السابق مديرا للشرطة الآن يحمي أمن الوطن، فليكن عدوك وخصمك وقاتل أبيك قائدا عليك، فليكن مادام نحو في سفر نحو المستقبل الجميل، كان الكل بل الجميع مؤمنون بتلك المبادئ والقيم، حتى الذين لم يؤمنوا بها كان لزاما عليهم أن يغضوا الطرف عما يعرفونه عن هؤلاء القادمين من الماضي القريب والبعيد، كان يتحتم علينا جميعا أن نتواطأ حتى أنه أصبح جيل النكبة اليوم كله، متواطئا، وكل ما نخشاه هو أن يتفرعن الماضي من جديد ويصبح جيل الحاضر أكثر تواطأ، فيصير جيل المستقبل يلاحقه الإحساس بالذنب حتى آخر حياته.

وكل الذي نخشاه حينئذ أن تنجب السنين عصابات للموت وتسلم ذمة الوطن لتجار المصالح جاعلين من الخطابات الوطنية مغنما والشعارات الدينية ملعبا لتصفية الخصوم، وتورث الثورة أو أبناء الأبطال مزيدا من المآسي والمحن،  وهكذا سيظلون حتى يندثروا أو يندثر معهم وطن باكمله، فهل نحن حتما اليوم نحتاج صحوة ضمير لمراجعة أهداف ثورتنا ام نستسلم لنكبات الزمن التي جعلت من شعبنا حقل تجارب إلى أخر الزمن..

العاصمة السياسية عدن
19 اكتوبر 2023م

مقالات الكاتب