علي السراي
مُخّربو تشرين على خُطى صفّين…
يعتاش المخربون على مصائب أقوامهم وخراب بلدانهم، فهي أقصر الطرق لتحقيق مآربهم الدنيئة على حساب مصائب شعوبهم، حتى وإن أدى الامر إلى إحراق البلد بأكمله، تماماً كما شاهدنا في لوثة
تشرين الماضية، وكالعادة في كل مرة يُستخدم ذات السيناريو الذي خُدع به الاغبياء والحمقى والسُذّج في جيش عليّ عليه السلام، فقط،تم استبدال شعار ( إن الحكم إلا لله وليس لك يا علي)
بشعار ( رايد وطن، ونازل أخذ حقي، وماكو وطن ماكو دوام ) . بهذه الشعارات التشرينية التي هي مكملة لمشروع داعش والتي صِيّغت مسبقاً في أروقة وكواليس ودهاليز السفارة تم اغتصاب الوطن،
وتحويل قيادته إلى ماخور الجندرة ( المطعم التركي ) بقيادة حسوني الوصخ، وعصابات الجريذي، وجبار درنفس، وعلاوي كبسلة وأقرانهم من الذين عطلوا الحياة وأوغلوا في نشر الفوضى والقتل
والتدمير وإشاعة ثقافة العُنف والرعب وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، نعم، نحن كشعب كُنا ومازلنا وسنبقى مع كل المنادين بالمطالب المشروعة والمحقةِ كالتعيين والبطالة والخدمات وغيرها،
إلا إننا نقف بالضد من أعمال العنف وأخذ البلد للمجهول.
واليوم، نرى ذات الوجوه وذات الشعارات، وذات الظلامة الزائفة وراكبي أمواجها تقودهم السفارة وتدعمهم كانتونات الخلايجة وفي مقدمتهم محمد منشار وطحنون كبتاغون .
والسؤال الذي يطرح نفسه الان، هل سيتم إستدراج واستغفال الشعب وخداعه والضحك على ذقونه مرةأخرى كما حصل في لوثة تشرين الاولى؟ أم سيعتبر مما جرى ويقطع الطريق على ولد السفارة
وجواكرها هذه المرة ؟ هل سَيَسمح الشعب بتعطيل البلد وحرق مؤسساته وقطع أرزاقه من قبل هولاء المخربين أم قد إكتوى بما حدث وسيكون له معهم حسابات أخرى ؟
هل سيسمح الشعب بتعليق أبنائه على أعمدة الكهرباء كما حدث مع طفل الوثبة أم سيقف سداً منيعاً بوجه هولاء المجرمين القتلة ويتصدى لهم؟ هل سيكون للشعب موقفاً حازماً ومسانداً وداعماً للدولة
وأجهزتها الامنية في فرض الأمن وسلطة القانون أو يترك إدارة البلد بيد (فروخ ) السفارة ؟ أسئلة مُلحّة تبحث عن أجوبة سيما وأن هؤلاء يحاولون الأن إعادة الكرّة مرة أُخرى.
وكلمة أخيرة أوجهها لكل من يريد العبث بأمن وإستقرار الوطن والشعب.
في صفّين الاولى فُرض علينا الاشعري فكان ماكان، أما في هذه فسيكون الاشتر بإنتظاركم… بل جيوش على شاكلة الأشتر ولن تنفعكم عورة بن العاص ولا مصاحفه، وتيقنوا أن الشعب وقيادته الشجاعة الحكيمة لن يسمحوا بإدخال البلاد في آتون الفتن والفوضى العمياء…
ويقيناً …لن يُعلق طفل الوثبة مرة أخرى مهما كان الثمن… فمن العار أن يُلدغ المؤمن من جحر مرتين، فقد إستوعبنا الدرس وحفظناه عن ظهر قلب. وسندعس على رأس كل مخرب يحاول نشر الفوضى والرعب في شوارع العراق.