مجاهدي خلق
إيران.. ورثة الملحمة
تأتي الذكرى الـ 42 لشهداء مجزرة عام 1981 في اجواء ايران المتفجرة وتوالي انجازات المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق على طريق اسقاط الدكتاتورية الدينية لتؤكد على الديمومة ودقة الرؤية.
جاء في الرسالة الاخيرة لمسعود شكيبا نجاد في 26 سبتمبر من ذلك العام، قبل يوم من المجزرة “أعلم جيدًا أنني أقضي اللحظات الأخيرة من حياتي، لأن برنامجنا ليوم غد واسع جداً ومهم جداً ويعتبر نقطة تحول في الحركة، وهذه الحالة لن تحدث ولن تستمر إلا بالدم، هذه الدماء يجب أن تسفك من أجسادنا لتعطي الشعب دافع التحرك والتضحية، ليتم تحرير المجتمع” وفي اليوم التالي طويت صفحة ذهبية في تاريخ المقاومة الإيرانية وتحطمت هالة خميني الذي ظهرت صورته على القمر في يوم ما، لتستمر المسيرة حتى طرح شعار “تبا لمبدأ ولاية الفقيه” و”الموت لخامنئي” واشراقة شمس وحدات المقاومة.
كتب الشهيد حسن سرخوش قائد إحدى الوحدات العملياتية في وصيته يوم 26 سبتمبر “غدًا اليوم الذي سيوجه فيه الأحرار آخر ضرباتهم القاتلة إلى جسد خميني المتعفن ويدمرونه” وجاء في رسالته الأخيرة إلى الوحدات الخاضعة لمسؤوليته “لا تدع المدينة تسقط في الصمت. لا تشفقوا على أعداء الله والناس” ليكتب بيمان منبري بعد 41 عام على حسابه “سيكون هذا أفضل يوم سبت في التاريخ، نحن نحتج، ونُضرب، كما يقولون، وندمر، ونقوم بأعمال شغب، إذا أراد شخص ما أن يقف في طريقنا، نشتبك ونصاب ونصبح شهداء، سنحول شوارع المدينة إلى جحيم لهم من أجل الحرية الكاملة لشعبي وعائلتي ومدينتي”.
اشار قائد المقاومة مسعود رجوي في كتابه “استراتيجية الانتفاضة والاسقاط” الى ان الهدف الاول كان رفع شعار “الموت لخميني” وإيصاله إلى الشعب، حتى ذلك الحين لم يكن الشعار مطروحا على الساحة الاجتماعية، وكان يتطلب شجاعة استثنائية، في ذلك الوقت كان خميني يتخندق خلف أشخاص آخرين مثل بهشتي، الذين كانوا بمثابة العازل، تركز الاشمئزاز الاجتماعي عليهم، وكان على مجاهدي خلق التقدم لتحطيم “الصنم” بالخوض في النار والدم ودفع أغلى الأثمان.
وقالت الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي في العام الماضي لدى اشارتها لملحمة 27 سبتمبر انه في اليوم الذي رفع المجاهدون شعار “حان وقت موتك يا خميني الذي أصبحت ملكا وسلطانا” ودفعوا ثمنا باهظا لكسر مهابته قلّما كان يتجرأ احد على معارضته.
شاع شعار «الموت لخميني» بين الايرانيين منذ ذلك اليوم، لتتدفق شلالات دماء خيرة، وعندما نزيل الغبار عن الملحمة وننظر إلى تلك الأيام وما تلاها نرى بوضوح وقوف تيارين وجهاً لوجه، الحرس والجلادون الذين عذبوا وقتلوا ابناء الشعب بأمر السفاح المتعطش للدماء، يواجههم الثوار والمقاومون الذين ما زالوا يضحون في حرب مستمرة.
اظهر رئيسي حقد نظامه المستمر حين قال العام الماضي ان ” بصمات الفتنة والنفاق موجودة على كل شيطنة في الأربعين سنة الماضية” متجرعا حقيقة أن الزهور التي دفعت فاتورة شعار “الموت لخميني – تحيا الحرية” نبتت من جديد في صيف 1988 بالآلاف، ليتردد اليوم شعار “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو خامنئي” محدثا قطيعة بائنة مع الديكتاتورية.
تم إعدام أكثر من 1800 طالب جامعي وثانوی من مجاهدي خلق في طهران وحدها ـ حسب شهود اعيان ـ أعترف النظام بأسماء 815 منهم في صحفه، قتل 942 منهم رمياً بالرصاص وشنق عدد أخر، فيما سقط 33 شهيدا تحت وطأة التعذيب، نبتت في التربة الايرانية اجيال تحمل ذات القيم على مدى العقود الماضية، ليتردد صدى شعار “الموت لخميني” في هتاف “الموت لخامنئي” بحناجر ورثة ملحمة 27 سبتمبر.