مجاهدي خلق
إيران.. فشل استراتيجي
اعترف المشاركون في احدى الندوات التي ينظمها حكم الولي الفقيه لشيطنة منظمة مجاهدي خلق بحقائق يجري طمسها حول المجاهدين، دورهم، قدراتهم في الصراع الذي يخوضونه، وتحديهم لنظام الملالي.
في رده على سؤال حول اهمية تنظيم المجاهدين قال ابراهيم فياض خلال المائدة المستديرة التي نظمتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) لمناقشة كتاب يشيطن المنظمة ـ شارك فيها أمنيون وإعلاميون ومحققون في اجهزة القمع ـ ان التاريخ يعيد نفسه، و”أعتقد أن مجاهدي خلق سيعودون على الأرجح” مؤكدا ابتعاد الشباب عن النظام واتجاههم إلى مجاهدي خلق.
جاء في مداخلة فياض ان الجمهورية الإسلامية ليست شفافة للجيل الجديد، في الوقت الذي لم تزل منظمة مجاهدي خلق حية تنظيميا، ويفترض من الحكومة متابعتها للتعرف على ذلك بشكل أفضل.
وطرح محمد قوجاني فكرة أن “منظمة مجاهدي خلق قسمت البلاد” مستخدما عبارة “التقسيم بين الحكومة والمعارضة” التي توضح أن المنظمة حولت المجتمع الإيراني الى قطبين الشعب والمقاومة من جهة والحكم في الجهة الأخرى، معترفا بتعرضه للشتائم والاستفزازات كلما تحدث عن مجاهدي خلق رغم ان المجاهدين “قضية عصرنا” وليسوا مجرد قضية متقادمة، لا سيما وان “المنظمة متورطة” في “حرف الاحتجاجات الشعبية العادلة” كما استطاعت فصل رجال الدين والحكومة عن الشعب، ويؤيد عباس سليمي نمين هذا الطرح قائلا ان “قضيتنا الأساسية في البلاد هي مجاهدي خلق وعلينا التعامل معها”.
تكمن اهمية هذه الاعترافات بتسليمها الواضح بفشل استراتيجية حكم الولي الفقيه المتعلقة بمجاهدي خلق على مدى السنوات الـ 43 الماضية، المتمثلة بمحاولة النظام اثبات الادعاءات بان المنظمة غير مهمة، وبلا قاعدة داخل البلاد، مستخدما موازنات ضخمة وجيشا من المرتزقة المحليين والأجانب واللوبيات الملونة لاثبات ذلك.
وتدلل اعترافات عناصر النظام على دور المواجهات السياسية والاجتماعية المكثفة في اجبار حكم الولي الفقيه على الاعتراف بحقيقة أن “قضية مجاهدي خلق هي قضيتنا اليوم” وأن المجاهدين كانوا منذ اليوم الأول العائق الرئيسي أمام سرقة خميني لثورة الشعب الإيراني.
تعيد الى الاذهان شريط خميني المسجل عام 1979، الذي كُشف النقاب عنه في العام 1980، وجاء فيه ان “عدونا ليس في أمريكا ولا في الاتحاد السوفيتي ولا في كردستان” بل أمام أعيننا في طهران.
جاءت جرائم خميني منذ العام 1981 ومرورا بـ 1988 تماشيا مع الاعتقاد بخطورة المنظمة، وانسجاما مع نزعات استئصالية، وتمثل تصريحات عناصر النظام اعترافا لا مفر منه بالفشل الاستراتيجي ضد مجاهدي خلق، والاستبداد الديني كحقيقة لا يمكن اخفاءها، ولم يكن هذا الاعتراف ممكنا لولا انتفاضة الشعب الإيراني والانتصارات الداخلية والدولية للمقاومة.