عبدالله طزح
في رثاء الشهيد غسان القديمي وداعاً أيها الصديق الوطني
بالرغم من حداثة التجربة في مجال عملي مع أبناء أبين في المجال العسكري إلا أن ذلك أكسبني حقائق عديدة تعرفت من خلالها عن مناقب الرجال وصدق وطنيتهم وتعاملهم الأخلاقي وبساطة تعاملهم الإنساني ومشاعرهم الفياضة بالنبل ومن بينهم رفيق النضال الوطني قائد السرية الثانية في الكتيبة الأولى الشهيد غسان عوض القديمي والذي نزل خبر استشهاده عني كالصاعقة وأصاب نفسي اليرعة بالكمد، فقد كان شاباً لطيفاً وقوراً يمتاز برجاحة العقل وهدوء الطبع ودماثة الخلق والأكثر ادهاشاً ابتسامته التي لاتفارق محياه مع كل لقاء يجمعني به وتلامس الخجل يرتسم على محياه لتشعرك تلك الملامح أن ورائها شاباً أحسن أهله تربيته خلقاً وأخلاقاً وسمات عديدة عرف بها الشاب كالشجاعة والإقدام وروح الانتماء الوطني وغيرها.
لقد رحل غسان شهيداً تاركاً لنا مآثر ذات دلالة على حسن التربية ومثالاً لمميزات الشاب الجنوبي التي يجب أن يتحلى بها .
رحل شهيداً ليرسم لوحة مشرقة يتعلم منها شباب أبين معاني التضحية للدفاع عن أبين خاصة والجنوب عامة من الظواهر الدخيلة والتي تتنافى مع الدين الإسلامي وعادات وتقاليد أبين والجنوب، وسطر باستشهاده ورفاقه الشهيد القائد صدام السعدي والشهيد عارف مكني الفطحاني ملامح مرحلة جديدة في التعامل مع أعداء الإنسانية وطفرات الأيدلوجيا والتي توزع الموت من تحت الأرض بقذارات فكرها وأفعالها والتي بات قرب نهايتها تلوح في الأفق وإلى الابد.
فارقنا غسان القديمي شهيداً كأول شهيد للواء الثاني دعم وإسناد في أبين والذي يثبت كل يوم حقيقة جهوده الجبارة في ترسيخ الأمن والاستقرار في أبين ويثبت بجدارة حمل مهمة الدفاع عن الجنوب بمشاركة القوات الجنوبية.
تعازينا لأنفسنا أولاً ونرسل مواساتنا الصادقة لوالده وكافة أهله وأصدقاء ومحبي الشهيد وقيادة اللواء ومنتسبيه، ونسأل الله أن يسكن الشهيد فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
ركن التوجية المعنوي للواء الثاني دعم وإسناد م/أبين
27-يوليو-2023م