كريم فرمان

هل نحن مقبلون على ولادة نظام دولي جديد

وكالة أنباء حضرموت

منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي كنا نسمع ونقرأ عن ولادة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب ولكن المتغير الذي حصل ان نظام ثنائي القطبية انهار بانهيار الاتحاد السوفياتي  السابق وبرز نظام القطب الواحد.
والان يتردد في اكثر من عاصمة وساحة إقليمية بعد اشتعال حرب أوكرانيا  بان العالم يشهد الان ارهاصات ولادة نظام  دولي جديد متعدد الاقطاب!
السؤال البديهي والذي يجب طرحه هل ان مسار الحرب في اوكرانيا سوف يفضي إلى بروز مثل هذا النظام؟
 كما ان سؤالا فرعيا اخر مرتبط بما سبق من هي الأقطاب المرشحة لتصدر هذا النظام الدولي المنتظر ؟
ان الجواب على هذه التساؤلات المهمة يرجع بنا الى الصدمة الكبرى من عدم قدرة دولة  مثل روسيا احد أبرز القوى العظمى المرشحة لنظام تعدد الأقطاب على حسم حرب محدودة مع جارتها أوكرانيا رغم مرور كل هذا الوقت الطويل مع أخذ وجهة نظر بان امريكا واوربا تحارب باسلحتها روسيا في اوكرانيا ولكن ما هي قدرة السلاح الروسي على حسم حرب محدودة على الاقل في بدايتها وقد وصلت القوات الروسية على بعد أقل من ١٥ كيلومتر عن العاصمة الأوكرانية كييف؟
ان المشهد الدولي الحالي فوضى عارمة والقطب الامريكي يبق مدعوما وحليفا استراتيجيات للقوة الأوربية مهما كانت المبالغة في قدرة اوربا على التحول إلى قطب  فهذا ضرب من الوهم ومن يريد مراجعة تصريحات أو تمنيات ماكرون ليتأكد من ضعف الموقف الأوربي.!
هل ان الصين قادرة ان تلعب دورا يزعج امريكا أو يحد من هيمنتها؟ انا لا اعتقد ان الصين تخطط لحرب مع امريكا بالمطلق فهذا التنين مشغول بقضيتين همالاقتصاد وتدفق صادراتها متواضعة الجودة  وبقاء وضع تايوان ساكنا. 
اما الهند فان ارتباطها القوي مع المصالح الأمريكية ارتباط حيوي وهي بلد ضعيف من الداخل وأبعد ما تفكر في خوض حروب بقدر ما تريد أن تكون معادلا للباكستان وتحجيم قوة المسلمين. 
ان المشكلة الحقيقية ليست في متى ستنتهي حرب اوكرانيا فهذه الحرب ستنتهي ولكن المشكلة مدى قدرة روسيا  على الفكاك من شباك الحصار والعقوبات ومعالجة تداعيات الحرب على اقتصادها ودورها الدولي. 
اما من يعتقد بأن تجمع بريكست هو جزء من معالم بروز نظام دولي جديد فهو واهم لانه مجرد تشكيل استعراض لدول تناكف امريكا والغرب أو أنها تعاني من عقوبات غربية مثل ايران وفنزويلا وغيرها. 
نحن يجب ان نتحلى بالواقعية السياسية ومنطقتنا ستكون ضحية لصراعات إقليمية ودولية لطالما تمتلك اكبر احتياطات العالم من مصادر الطاقة ووجود الممرات الملاحية الدولية. 
الدولار الأمريكي احد عتاصر القوة الامريكية وسيبقى سيد العملات مهما جرى من ترويج لطرق اخرى للتبادل التجاري بين الدول.
نظام دولي جديد بعيد المنال ربما نشهد فترة من الاضطراب الدولي وشلل الأمم المتحدة وتحولها إلى منظمة انسانية واغاثية حتى يتم الاتفاق على إصلاح النظام الدولي الحالي.

* كاتب واكاديمي من العراق

مقالات الكاتب